يعد حج بيت الله الحرام رحمة من الله تعالى لعباده، والتي وسعت كل شيء، فعندما ينتهي المسلم من أداء الحج أو العمرة يبدأ عمرا جديدا، محيت منه خطاياه والسيئات. وذكرت دار الإفتاء على صفحتها الرسمية: "كتب الله علينا عبادته والاستقامة على سبيله، تشريفا في صورة التكليف، وإنعاما في هيئة الإلزام، وتربية وترقية وعطاء، فله الحمد وله الشكر، ومن ذلك كتب قصد بيته الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، فقال جل شأنه: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾، وقال أيضاً ﴿وأتموا الحج والعمرة لله﴾". ففي الحج وكذلك العمرة، صلاة وإنفاق وصوم وذبح وسفر كالهجرة قلبا وقالبا، وسعي وطواف وذكر ودعاء وجهاد، وتذكر شريف لموكب العابدين من لدن أبي الأنبياء إلى خاتمهم عليه الصلاة والسلام، فهو عبادة جامعة، ومنهاج سلوك إلى الله تعالى، ومنهاج حياة لمن استوعب معانيه ومغازيه. وهو مقام تجديد عهد وتوبة، ومتاب يغتسل فيه المسلم من كل أدرانه، وينسلخ فيه عن سيئات أعماله وأحواله؛ ليعود منه طاهرا مطهرا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه البخاري. والحج تشريع لتحقيق التوحيد والعبودية الحقة لله رب العالمين، وهو تدريب على الالتزام والاستقامة على الأمر، ومن ثم اشتملت رحلته على شعائر وحرمات، وأضافت: "الحج هو تربية على معنى التعظيم والاستعظام لأوامر الله تعالى ونواهيه، وتربية على الدقة والضبط والجدية والإتقان، وتربية على الوحدة والاجتماع والتعاون وعيش حقيقة الأمة الواحدة، والإنسانية المتساوية، وتربية على تعظيم ما عظم الله تعالى، وحسن الانقياد لرسوله صلى الله عليه واله وسلم بلا إذلال ولا إرهاق ولا حرج. - فضل الحج من أفضل الأعمال وأجلها عند الله سبحانه وتعالى، وثوابه يعدل ثواب الجهاد في سبيل الله، والحج المبرور الذي لا يخالطه إثم سبب لغفران الذنوب، ولا جزاء له إلا الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول: من حج فلم يرفث، ولم يفسق، غفر له ما تقدم من ذنبه". وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" رواه البخاري. - أركان الحج 1- الإحرام. 2- السعي بين الصفا والمروة. 3- الوقوف بعرفة. 4- طواف الإفاضة. - شروط الحج 1- الإسلام. 2- البلوغ. 3- العقل. 4- الحرية. 5- وجود الزاد والراحلة. 6- قوة البدن. 7- خلو الطريق من المهلكات. 8- إمكان المسير إلى مكة بحيث يدرك وقت المناسك خاصة الوقوف بعرفة. - آداب الحج التوبة من جميع الذنوب، وتخير الرفقة الصالحة، والإكثار من ذكر الله تعالى، والدعاء، والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم. ويسن للحاج الاغتسال والتطيب قبل الإحرام، والتلبية، وطواف القدوم، والمبيت بمنى ليلة عرفة، والمبيت بمزدلفة ليلة عاشر ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام. - الإفراد والقران والتمتع في الحج: الإفراد هو القيام بأعمال الحج فقط، ثم تأدية العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج إذا أراد، ويحرم بالعمرة حينئذ من أدنى الحل، والقران هو أن يحرم بالعمرة والحج معا، أو بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل شروعه في أعمالها، ثم يعمل عمل الحج في الصورتين. أما التمتع فهو أن يقدم العمرة على الحج ويتحلل بينهما، واسمه "تمتع" لأن الحاج يتمتع فيه بمحظورات الإحرام بين الحج والعمرة، واختلف العلماء في التفضيل بينها، ويختار كل إنسان ما يشاء، مع النصيحة باختيار الأيسر على النفس؛ لأن الحج بطبيعته شاق. - من الذي يجب عليه الحج؟ وهل يجب الحج على الفور؟ الحج فرض على كل مسلم ومسلمة تتوافر فيه ثلاثة شروط، بأن يكون: بالغا، عاقلا، مستطيعا، ويستحب المبادرة بأداء هذه الفريضة متى توافرت الاستطاعة.