أنا كواحدة "سيس" تجاربي مع المترو و "الميكروباز" تتعد علي الصوابع..و مش هجيب سيرة التوك توك، أو أتوبيس النقل العام أكيد.. وفي يوم عظيم لن يتكرر، اضطريت أركب المترو مع مامي، وكنت مذهولة من كمية الزحمة و البشر! وطبعا السيس اللي جوايا طلع و بشدة "أووف إيه الحر والتلزيق ده؟!! أنا اتخنقت!"، وركبنا عربية الستات اللي برضة زحمة..قال يعني!، و أكيد كان كل أملي إني ألقي مكان أقف فيه (أتحشر فيه بمعني أدق!) و لو فكرت إني أقعد، أبقي بحلم! وكنت بمني نفسي إن المحطة الجاية يمكن شوية ناس تنزل وأقف براحتي شوية، و لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. واحدة ست لابسة جلابية سودة تعمل مني اتنين في الطول وأربعة في العرض، دخلت وماسكة كيس عيش في إيدها ومتبتة قوي فيه، كل همها توسع للعيش مكان، مدورتش حتي علي مكان تقعد هي فيه، ومن كتر لهفتها عليه، خبطتني كتف طيرتني، لزقتني في الباب. خدتني الجلالة قوي وقلت "لو سمحتي مش هينفع كده، بعد إذنك وسعي شوية، مش عارفة أتنفس" لقيتها لفت بكل شراسة وبصتلي بعنين مليانة فزع، زي القطة بالظبط الي بتحمي ولدها وصرخت "بعد إذنك مين يا كتكوتة يا بسكوتة إنتي؟! يعني عايزة العيش يتفعص يا بت؟"، وهوب لسه هتمد إيدها..قاطعتها "يا سلام ، ده أنا أشيلك العيش فوق راسي حضرتك " وطبعا نزلت في محطتها، فرحانة قوي، وسلمتلها كيس العيش معزز مكرم وعليه بوسه، خدت كيس العيش بالحضن وشكرتني علي حسن الضيافة.. أوعوا تفتكروا إن ده جبن ولا حاجة، ده حق المواطن العيش في حياة كريمة، يتشال فوق الراس ويتعملوا ألف حساب!.. أبسط حقوقه يركب المترو يلقي مكان يقعد فيه من غير تفعيص، يا جماعة المواطن العيش ده تعب معانا قوي، دول حتي كانوا طول الوقت ينادوا باسمه أيام الثورة، هي مش كانت عيش و ..... إممم عيش وإيه؟؟!. (الآراء المنشورة كتبها القراء ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن أراء أصحابها)