سيطرت حالة من الحزن الشديد على أهالى ضحايا ثورة 25 يناير فى الإسكندرية، بعدما برأت محكمة الجنايات، أمس، اللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية الأسبق، وآخرين، من تهمة قتل المتظاهرين. «حسبنا الله ونعم الوكيل، القصاص هناخده منهم، حتى لو المحكمة برأتهم، ده ظلم، قتلوا روحى وقلبى وابن عمرى وفى الآخر يطلعوهم براءة، وكأنهم معملوش أى حاجة، ولا استخدموا أسلحتهم».. هكذا قالت مرزوقة محمود، والدة محمد مصطفى، أحد شهداء ثورة 25 يناير فى الإسكندرية ل«الوطن» فور صدور حكم البراءة، وتساءلت: كيف حصل معتز العسقلانى، الضابط بقسم الجمرك، على البراءة رغم أن شهود العيان أفادوا بأنه من قتل ابنها؟ وتابعت باكية: «أنا مش هاتهاون فى حق ابنى.. أنا قلبى موجوع وناره لسه ما بردتش وهاخد القصاص لابنى، وهاعيد المحاكمة تانى للضابط معتز، ولو مجبتش حقى مش هاسكت، لازم يحس بالوجع اللى وجعه لينا، وعدالة السماء تتحقق فيه، حرام.. ده ظلم إن كلهم يطلعوا براءة». من جانبها، قالت والدة أحمد عامر، أحد شهداء ثورة 25 يناير: «أنا من ساعة ما سمعت الحكم حسيت ان ابنى لسه ميت إمبارح، وكأن مفيش ثلاث سنوات مرت علينا وإحنا منتظرين هذه اللحظة، قلبى اتوجع، وحسرتى على ابنى اللى راح وهو لسه فى عز شبابه، ولا كان بلطجى ولا حرامى، ده كان طالب بكلية الحقوق، وكان بيشتغل علشان يصرف على تعليمه ويساعد أهله»، وتساءلت: «إزاى يطلعوا كلهم براءة وكأن مفيش حاجه حصلت، بالرغم من كل الأدلة اللى تم تقديمها وشهادة الشهود؟»، واستطردت: «ربنا قادر ينتقم منهم، ويحرق قلبهم على ولادهم زى ما حرقوا قلبنا على ولادنا، أنا مش بس حادعى عليهم، أنا هانزل الشارع، ومش هاسكت على حق ولادنا، ولازم القصاص منهم لازم يتعاقبوا على اللى عملوه»، وطالبت الأم المكلومة، المسئولين بالدولة والحكومة ووزارة العدل بالنظر فى هذا الحكم الذى أحيا فى قلوبهم الوجع ولم يحقق القصاص من قتلة أبنائهم، على حد قولها.