لا يخفى على أحد ما كان يحدث منذ قديم الأزل في استعباد للمرأة ووأد البنات والحجر على حقوقهن، فحتى حق الحياة لم يكن كونها أنثى يكفله إليها، ولكن هنا السؤال الذي يطرح نفسه بعد مئات من الأعوام وبعد مرور الأزمنة على المرأة هل تحررت العقول من هذه النظرة، هل ارتقت بها؟ هل تتمتع بحق كونها آدمية لها الحق في تقرير المصير.. لها الحق في فعل ما تريد دون الخوف من القيل و القال، أم ما زالت هي حبيسة "معلش أنا بنت؟"، هذه الكلمة التي عندما ترد إلى مسامعك تشعر وكأنك في أزهي عصور وأد البنات. لم أكن أنتوي كتابة هذا المقال اليوم لكن استيقظت صباحًا أتناول قهوتي وأرى العصافير تتحرك بحرية دون قيد من أحد فتمنيت لو نتبادل الأدوار للحظة، ولكني صُعقت عندما بدأت أتصفح بريدي الإلكتروني لأرى بنوتة حديثة الزواج تصرخ وكأنها أذنبت ذنبًا لا يغتفر، ماذا اقترفتي هل قمتي بخيانته؟ لا تقدرين العيش معه؟ تريدين حياة أكثر ترفًا؟ أجابت "أنا كل ذنبي إني بنت حماتي تتحكم فيا ولو قولت لأهلي مش هيرحموني"، هذا ما جعلني أبدأ بالكتابة.. مثال استبداد أنثى في عصر الحريات نعم ننادي بالحريات وداخل كل رجل شرقي مفاهيم تربى عليها لم ولن تتغير، نحن مجتمع يعاقب حتى على الجهر بالحب، وخاصة إن كان من طرف أنثى ونتربى على الخوف من الجهر بالحب فنفعله في الخفاء، ويصبح كذلك ذنبًا نعاقب عليه، في حين أن لديك الحرية لتبدي كرهك لمن تشاء، لا تأكلين لا تلبسين إلا بإذن (سمعتك، الناس، بيت جوزك، العيب، الحرام) لماذا تنظر إلى المرأة أن مكانها الوحيد هو بيت زوجها؟ ولا يكتفوا بذلك ..اتأخرتي في الجواز ليه؟.. والله يا طنط مش بإيدي.. لا يا حبيبتي شدي حيلك كدة.. منا لو أعرف كنت شديته، نص بنات مصر عايزين يعرفوا يشدوه إزاي مش عارفين وبعد ما تتجوز حد 90% مش عايزاه وطبعا اللي بيدفع أكتر بيشيل ولو اعترضت يبقى متربتش أو حتى لو كانت عايزاه برضو بعد الجواز اتأخرتي ليه يا حبيبتي فين البيبي لا مش تجيبي حتة عيل كدة نفرح بيه واللهي لو مشديتي حيلك لجوزه وتصبح بعد ما شدت حيلها تجيب عريس تشد حيلها تاني عشان تخلف وكان البنت جاية الدنيا بس تشد حيلها وعلى الوجه الآخر هو يتمتع بكل الحريات لآن معاه ترخيص أنه راجل لماذا تحملونها فوق طاقتها لماذا تريدونها مستعبدة طوال الوقت، أليست من حقها تقرير مصيرها، أليست من حقها أن تعيش دون ضغوط من الأساس خارجة عن إرادتها لماذا يكتب على السمعة للبنات فقط؟ لماذا تعامل كسلعة تباع وتشتري ويبقى السؤال إلى متى المرأة المستبعدة في زمن تدعون فيه العولمة لقد انتهيت آملة أن أجد ردودًا مقنعة لكل ما يحدث وأتمنى أن أستيقظ على صباح جديد أكثر إشراقًا أُعامل فيه معاملة بني الإنسان ولست كأنثى تحمل وصمة عارها.