مع تعاقب وزراء الصحة ورؤساء الحكومات لم تنته مشكلة الإهمال فى مستشفيات مصر العامة، فالأَسِرة الملطخة بالدماء وغرف العمليات غير المعقمة ودورات المياه الملوثة وغيرها، مشاهد اعتاد المرضى رؤيتها واعتاد الأطباء العمل فى ظلها، واعتادت إدارات المستشفيات البلاغات التى ترد بشأنها. تصريح الدكتور محمد حامد وزير الصحة، أثناء تفقده حالة المستشفيات مع هشام قنديل رئيس الوزراء بأن «مشاكل المستشفيات فى مصر ترجع إلى إهمال الأطباء» استفز الأطباء الذين يعانون مثل المرضى من سوء الأوضاع ومنهم الطبيب أحمد حسين الذى لم يستسلم للأمر الواقع وقرر أن يكشف بنفسه المتسبب الرئيسى فى هذا الإهمال. إلى عشر محافظات سافر أحمد بكاميرا ديجيتال خاصة به، وقرر أن يدخل كل المستشفيات العامة بهذه المحافظات، وقام بتصوير كل مظاهر الإهمال التى تحيط بها سواء المتعلقة بمستوى النظافة أو انهيار البنية التحتية وطرحها على الإنترنت فى صور وفيديوهات ويسعى لعرضها أمام وزارة الصحة عن طريق «شاشة عرض». عدد كبير من المخالفات رصده أحمد فى مستشفيات كثيرة أغلبها تلوث غرف المرضى بالدم وانهيار البنية التحتية للمستشفيات، وفى كل محافظة من المحافظات التى زارها يقضى يوما يقوم فيه بدخول المستشفيات عن طريق تخفيه فى ثوب الطبيب وساعده على ذلك حمله لكارنيه نقابة أطباء مصر. بعد أن انتهى أحمد من تصوير مخالفات المستشفيات قرر أن يستكمل مسيرته بإطلاق حملة للهجوم على تصريحات وزير الصحة التى ألقى فيها بالمسئولية على الأطباء، لذا كان قراره نشر الصور على الإنترنت. يقول أحمد: «إذا كان وزير الصحة حسن النية ومش عارف آدينا بنوريله ولو كان سيئ النية يبقى الرأى العام شريك معانا فى رصد المسئول عن الخلل». وفى النهاية قال إن السياسات المتبعة حاليا لا تختلف عن السياسات التى كانت متبعة أيام النظام السابق.