"سية سية ووه سية.. إن جوبال ووه سية" أغنية شهيرة للمطرب محمد منير، رددها كثيرون دون أن يعلموا معنى تلك الكلمات النوبية التي طالما اقتصرت على بعض أغاني منير، والمحادثات الخاصة بين النوبيين في وسائل المواصلات فقط. ورغم وجود دورات لتعليم لغات العالم، إلا أن اللغة النوبية تبقى الوحيدة المهجورة، لذا جاء احتفاء الدولة هذا العالم باليوم العالمي للغة الأم - النوبية - والذي يوافق 21 فبراير، مفاجأة سارة للنوبيين والمهتمين. وقرر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ومسؤولي المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع ائتلاف العودة النوبية "عائدون"، تنظيم احتفالية بعنوان "ليلة مع الثقافة النوبية بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم". "حاجة عظيمة، خاصة أنها المرة الأولى".. قالتها مي جاه الله، مسؤولة جمعية كنوز نوبية "المهتمة بنشر الثقافة النوبية"، بعض الائتلافات عاملة احتفال، لكن الاحتفال الرسمي أمر مختلف ومهم. النوبة جزء لا يتجزأ من مصر، لكن للأسف إلى اليوم معظم المصريين يعتبرون هذه اللغة مجرد طلاسم رغم أنها جزء من حضارتنا، إضافة إلى أن مصريين يخلطوا بين النوبيين والسودانيين". تتمنى "مي" أن يتوسع القطاع الرسمي في احتفائه واهتمامه بالثقافة النوبية: "دي خطوة لبداية التواصل والمعرفة، لازم المصريين يعرفوا بعض، مش كتير عارفين إن بعض سكان واحة سيوة بيتكلموا أمازيغي، ليه منحتفلش بالأمازيغي والنوبي، ونحتفي باللهجات واللغات المختلفة". "جاه الله" وصفت الأفكار السائدة بين أهل الشمال والجنوب بأنها مغلوطة: "الناس في القاهرة ووجه بحري متخيلين الناس في الجنوب مش بتفهم، والناس في أسوان وباقي محافظات الجنوب فاكرين أهل الشمال اتولدوا وفي بقهم ملعقة ذهب، التواصل هو الطريقة الوحيدة للقضاء على الأفكار دي".