اغتال مسلحان، اليوم، مسؤولا عسكريا في الحزب العربي الديموقراطي، أبرز حزب علوي في لبنان، بإطلاق النار عليه أثناء مروره بسيارته في مدينة طرابلس (شمال)، مسرح جولات متكررة من المعارك بين الحزب ومجموعات سنية مسلحة. وقال مصدر أمني: "أطلق مسلحان ملثمان النار بعيد الساعة السابعة من صباح اليوم على عبد الرحمن دياب، المسؤول في الحزب العربي الديموقراطي، لدى مروره بسيارته في منطقة الميناء في طرابلس، ما تسبب بوفاته". وقال المصدر الأمني إن المسلحين كانا على دراجة نارية، وإنهما أصابا دياب برصاصتين، إحداها في رأسه والأخرى في صدره. وأوضح مسؤول في الحزب أن دياب يتولى "مسؤوليات عسكرية"، وأنه كان في طريقه إلى بيروت. وعبدالرحمن دياب في الخمسينات، وهو والد يوسف دياب، الموقوف لدى السلطات اللبنانية للاشتباه بتورطه في تفجيرين وقعا في طرابلس في أغسطس وأسفرا عن مقتل 45 شخصا. وأفادت تقارير غير رسمية أن يوسف دياب هو من أوقف إحدى السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا أمام أحد المسجدين اللذين استهدفا في حينه. وأثار توقيفه في أكتوبر توترا عاليا في المدينة ذات الغالبية السنية التي تشهد منذ بدء النزاع السوري في منتصف مارس 2011، جولات عنف متتالية بين منطقتي باب التبانة المتعاطفة إجمالا مع المعارضة السورية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية والمؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد. وبعد انتشار خبر اغتيال عبد الرحمن دياب، ساد التوتر مدينة طرابلس، وبدأ تبادل رصاص قنص بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن ما أدى إلى اصابة خمسة أشخاص بجروح في باب التبانة. وعمد الجيش اللبناني إلى قطع الطريق عند مستديرة أبو علي المؤدية الى مناطق الاشتباكات. ووقع أمس تفجيران انتحاريان متزامنان استهدفا المستشارية الثقافية الإيرانية جنوببيروت وتسببا بمقتل ستة أشخاص، وتبنتهما مجموعة "كتائب عبدالله عزام"، مشيرة إلى أنهما رد على مشاركة حزب الله اللبناني الشيعي في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام. وتأتي هذه الأحداث الأمنية بعد أيام على تشكيل حكومة تسوية ضمت ممثلين عن أبرز الأطراف السياسية لا سيما حزب الله وخصمه تيار المستقبل برئاسة الزعيم السني سعد الحريري. وأعلنت القيادات أنها وافقت على تشكيل هذه الحكومة على الرغم من الخصومات بعد عشرة أشهر من الفراغ الحكومي، في محاولة لتخفيف الاحتقان القائم في البلد على خلفية النزاع السوري.