بجوار إحدى سيارات الأجرة وقف هانى نسيم، الشهير ب«أبومينا»، يمسح سيارته، التى نقلت المجموعة المكونة من ثمانية أصدقاء، الذين هاجمتهم عاصفة ثلجية على أحد جبال سانت كاترين.. «نسيم»، الذى نقل المجموعة من السويس لمدينة سانت كاترين، يقول إن علاقة صداقة تربطه بالمجموعة، فقد اعتادوا على السفر معه إلى تلك المنطقة السياحية فى كل مرة يأتون فيها لتسلق جبال موسى وسانت كاترين، حتى المرة المشؤومة التى انتظرهم فيها، ولم يأتوا، وقتها أبلغ الشيخ موسى، المسئول عن رحلات «السفارى»، وأحد عواقل القبائل البدوية بالقرية، للبحث عنهم. برأس يكسوها البياض، وتجاعيد وجه تشى بشقاء يتحمله السائق على الطرق الوعرة، يتحدث «هانى» عن اللحظات الأخيرة التى سبقت صعود المجموعة لجبل «باب الدنيا»، فيقول إنه جاء برفقة مجموعة من السيارات المحملة بالقادمين لتسلق الجبال، عادت كل السيارات، وظل هو ينتظر مجموعته بعدما قررت صعود الجبل الذى تستغرق رحلته أربعة أيام. السبت فى الساعة الثالثة كان الموعد المقرر لعودة المجموعة، ظل «أبومينا» ينتظرها، لكنها لم تعد، حتى دقت الساعة السابعة، الجميع فى قلق من غياب المجموعة، وحينها أبلغ السائق الشيخ «موسى»، الذى حرر محضراً فى منتصف الليل باختفاء المجموعة، وبدأت مجموعات من البدو فى تسلق الجبل للبحث عنهم، حتى وجدوهم واستمروا برفقتهم، ومع الوقت والانتظار بدأ البدو فى عمل ورديات حسب رواية «أبومينا»، للاستمرار فى البحث عن الضحايا، والحفاظ على الناجين فوق الجبل، بعد تأخر الطائرة عليهم. «السرعة مع الأجانب بتختلف»، يقولها «أبومينا» عندما يتذكر واقعة السائح الروسى، الذى تحرك الجيش بعد دقائق لإنقاذه، ونقله لمستشفى شرم الشيخ، مقارنا بين سرعة قوات الأممالمتحدة الموجودة فى سيناء بالتدخل فى أى حادث لسائح أجنبى، فى مقابل الحكومة المصرية التى تعتمد على البدو فى تخليص الأزمات والمهام: «خلينا نتكلم بصراحة.. البدو هما اللى بينجزوا كل حاجة وهما اللى أنقذوا المصريين».