تسلق الجبال احدي الرياضات الشاقة, وربما يعتبرها البعض فكرة مجنونة. حيث ان روادها دائما يغامرون في سبيل ممارسة رياضتهم أو اشباع هوايتهم المفضلة. برغم درايتهم بالارتفاع الشاهق للجبال التي يتسلقونها وخطورة ما يفعلونه بسبب سرعة الرياح,خاصة في وقت التسلق, معرضين أنفسهم بذلك إلي خطر محقق.. وفي وديان مدينة سانت كاترين الجبلية الوعرة, حيث الجبال شاهقة الارتفاع فقد استطاعت كاميرا المحافظات أن ترصد أحد السائحين الاجانب وبجانبه أول بدوي مغامر يمارس تلك الرياضة, ولم يكتف بذلك بل يقوم بتدريب اقاربه والسائحين الوافدين إلي المدينة علي تسلق الجبال, خاصة الوعرة منها, ليضيف منتجا سياحيا آخر علي قائمة السياحة الرياضية بالمدينة. في البداية يقول المغامر جبلي محمود فرج احد ابناء قبيلة الجبالية بسانت كاترين ويبلغ من العمر30 عاما ان حياة البدو واقامتهم وسط الطبيعة الجبلية والصحراوية بالغة الصعوبة وارتفاع درجة الحرارة أسهم في تكوين بنية جسدية وقوة عضلية هائلة لافراد البدو, الأمر الذي أسهم في ايجاد جيل رياضي كنت أحدهم, مما دفعني لممارسة تلك الرياضة دون عناء, وان تسلق الجبال من الرياضات الشاقة جدا وتحتاج إلي تركيز عميق وحضور ذهني كبير, هذا فضلا عن اللياقة البدنية والمجهود العضلي للمتسلق, مشيرا إلي أن وزن المتسلق يجب ألا يزيد علي80 كيلوجراما, خاصة في الارتفاعات الشاهقة حتي تتسني له ممارسة تلك الرياضة بسهولة, وهناك مجموعة من الأدوات يستخدمها الرياضيون عند التسلق, منها الحبال الآمنة وكل حبل مزود في طرفه بهلب وأدوات معدنية كما يستخدم المتسلق رصاصات ذات مقاسات وأحجام مختلفة وقفازا وخوذة وحزام الأمان. مؤكدا أن هذه الفكرة أضافت نوعا جديدا من السياحة الرياضية, وذلك املا في تنوع المنتج السياحي, حيث لم تكن موجودة في السابق ونأمل في جذب أعداد كبيرة الي مدينة سانت كاترين, خاصة أن المدينة والوديان الجبلية التابعة لها تضم العديد من الجبال شاهقة الارتفاع وجميعها تصلح لممارسة رياضة التسلق لكنها غير مستغلة ما عدا جبل موسي الذي يبلغ ارتفاعه2285 مترا فوق سطح البحر, ويقع خلف الدير, حيث يفد إليه آلاف السائحين لصعوده من خلال الاستعانة بجمال البدو والأدلاء السياحيين ومشاهدة شروق وغروب الشمس من أعلاه وأداء الصلوات والشعائر الدينية لمختلف الديانات, حيث ان الطريق إلي قمته ممهد. وأعلن عن قيامه في البداية بتدريب العشرات من السائحين الاجانب وابناء قبيلته والعمومة الواحدة علي تسلق مجموعة من الجبال منها جبل الصفصافة بمنطقة الدير, والذي يبلغ ارتفاعه2200 متر فوق سطح البحر, وذلك علي عدة مراحل استغرقت5 ساعات وجبل الربة بطريق وادي الاربعين ويبلغ ارتفاعه2100 متر فوق سطح البحر وجبل البطة بمنطقة وادي أبوسيلة بارتفاع2150 مترا فوق سطح البحر ويعد من اصعب الجبال لممارسة رياضة التسلق به نظرا لعدم استقامته وارتفاعه الشديد. وأوضح أن رياضة تسلق الجبال بسانت كاترين سوف تسهم في توفير العديد ن فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لابناء المدينة من البدو بالاضافة إلي اسهامها في تنوع المنتج السياحي حتي لا يشعر السائحون الوافدون بالملل أو الضيق. من جانبه أكد ماركو باول سائح انجليزي الجنسية يبلغ من العمر45 عاما أنه يحرص دائما علي زيارة مدينة سانت كاترين كل عام بقصد زيارة المعالم الدينية والثقافية وتسلق الجبال, مشيرا إلي شعوره بسعادة غامرة خلال المغامرة بممارسة رياضة تسلق الجبال بسبب أن القائمين عليها من البدو ذوي الخبرة بالجبال الموجودة بصحراء سيناء, وقال إنه قام بتسلق العديد من الجبال شاهقة الارتفاع خلال زيارته لمدينة سانت كاترين وعلي الرغم من خطورة تلك الرياضة إلا أنها المفضلة إليه, وفور عودته مرة أخري إلي بلده سيقوم بدعوة جميع اصدقائه لممارسة رياضة تسلق الجبال معه.