صبحت الحرب الأهلية السورية تشكل تهديدا على الولاياتالمتحدة بعد إمكانية شن هجمات إرهابية من هناك تستهدف الأراضي الأمريكية. وعلى الأرض، يربض جيش الرئيس بشار الأسد في موقع الهجوم بينما قوات المعارضة في حال من الفوضى. أما ما يقلق إدارة أوباما، فهو ما يقوله مسؤولون أمريكيون بأن المسلحين المرتبطين بالقاعدة هناك يتفوقون على قوات المعارضة المعتدلة وشكلوا لهم ملاذات قد تكون قاعدة لمؤامرات إرهابية محتملة ضد الولاياتالمتحدة. التهديد المتسارع على الأمن القومي الأمريكي سيقود إدارة أوباما إلى إلقاء نظرة جديدة على أفكار نحتها جانبا في السابق، بما في ذلك تقديم المزيد من المساعدة للمعارضة المدعومة من الغرب. وأصبح البيت الأبيض يدرس خيارات بعيدة المدى، من بينها شن غارات بطائرات دون طيار تستهدف المتطرفين واتخاذ إجراء قوي حيال الأسد، الذي سبق وطلب منه أوباما الرحيل عن السلطة قبل ثلاثين شهرا. ويخطط مساعدو أوباما للاجتماع في البيت الابيض قبل نهاية الإسبوع لدراسة هذه الخيارات، وفقا لمسؤولين بالإدارة الأمريكية تحدثوا شريطة عدم ذكر اسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث عن هذا الشأن علنا. من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "علينا دراسة البدائل المقترحة التي تكون في مصلحة أمننا القومي". وأعرب عن قلقه إزاء تصعيد التدخل في سوريا والذي سيؤدي إلى "عواقب غير مقصودة"، حسب تعبيره. وبالحديث عن التغييرات السياسية، هناك قيود لا تزال تعيق المسؤولين الأميركيين وعرقلت استجابة الولاياتالمتحدة خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات، وبينها القلق من وقوع أي مساعدات مسلحة في أيدي المتطرفين، وهو سبب نفور أوباما من اتخاذ عمل عسكري ضد سوريا. وبعد أكثر من عشر سنوات من القتال في أفغانستان والعراق، سعى أوباما لتجنب توريط الولاياتالمتحدة الدخول في أي حرب أخرى غير حاسمة. وتراجع الرئيس العام الماضي عن تهديده بشن عمل عسكري في سوريا ردا على هجوم بأسلحة كيمياوية بغوطة دمشق، عندما اتضح بأن الكونجرس لن يصوت بالموافقة على شن حرب أخرى.