قال الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة: إن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى إلى مصر، التى بدأت مساء أمس الأول وتستغرق يومين، تأتى نتيجة للضغوط التى تمارسها وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» و«الكونجرس» على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لإعادة النظر بجدية فى عودة العلاقات «المصرية - الأمريكية»، خشية اتجاه مصر إلى روسيا كبديل استراتيجى. ■ ما فرص عودة العلاقات «المصرية - الأمريكية» بعد زيارة وفد «الكونجرس»؟ - العلاقات «المصرية - الأمريكية» علاقات استراتيجية بين الطرفين، ومن ثم فإن من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تظل هذه العلاقات قوية من الناحية الاستراتيجية والأمنية، وأعتقد أن «البنتاجون والكونجرس» يضغطان على الرئيس باراك أوباما لإعادة النظر بجدية فى عودة الحرارة إلى العلاقة المصرية - الأمريكية، خوفاً من اتجاه مصر إلى روسيا كبديل استراتيجى. ■ وهل ترغب الولاياتالمتحدة فى استعادة دور مصر كحليف استراتيجى؟ - فى رأيى أن السياسة الخارجية المصرية سوف تقوم على «الندية»، بمعنى المساواة بين الطرفين فى العلاقات مع روسياوالولاياتالمتحدة، حيث ستتجه مصر إلى الدولة التى ستحقق معها تعاوناً مشتركاً، وإذا كانت العلاقات مع الولاياتالمتحدة ستحقق المصالح القومية فأهلاً بها، وإذا كانت ستضر بالمصالح فنحن فى غِنى عنها. ■ إذن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى ليست رداً على زيارة المشير السيسى إلى روسيا؟ - لا أعتقد أنها رد على زيارة «السيسى»، ففى السنوات الماضية جاء عدد كبير من أعضاء الكونجرس إلى مصر، بعضهم لمساندة الإخوان وبعضهم لتحسين العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة مع النظام الجديد، ومن ثم فإن هذه الزيارة تقع فى إطار محاولات تحسين العلاقات المصرية - الأمريكية، وكما هو معلوم أنه لا توجد زيارات من مصر تجاه أمريكا، لأن القاهرة لن تغير موقفها تجاه واشنطن، حيث تسعى مصر إلى الجدية فى العلاقات الخارجية، سواء مع الولاياتالمتحدة أو روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبى أو اليابان. ■ هل تعتقد أن التهديدات الأمريكية المستمرة بقطع المعونة عن مصر ستقل بعد زيارة وفد الكونجرس؟ - هناك انقسام داخل الولاياتالمتحدة فيما يتعلق ب«معونة مصر»، حيث إن هناك عدداً كبيراً من أعضاء الكونجرس، فيما عدا الموالين لإسرائيل يرون ضرورة الاستمرار فى تقديم المعونات إلى مصر، لما لها من آثار إيجابية على استمرار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وبالتالى أرى أن المعونة ليست القضية الأساسية بين مصر والولاياتالمتحدة، لأن المعونات على أى حال لا تزيد على 1.5 مليار دولار، منها أكثر من مليار دولار للشئون العسكرية والباقى للاحتياجات الاقتصادية، كما أن المعونة مسألة رمزية فقط، لأن مصر تأتى بعد إسرائيل فى كمية المعونات المخصصة لها، وحال قطعها نهائياً عن مصر فإن أعضاء الكونجرس سيتجهون مباشرة إلى قطع المعونة عن إسرائيل. ■ هل يعنى ذلك أن العلاقات «المصرية - الأمريكية» فى تحسن حالياً؟ - بالفعل هناك تحسّن كبير فى موقف الإدارة الأمريكية تجاه ما يحدث فى مصر، باستثناء الرغبة العجيبة لدى الولاياتالمتحدة فى مساندة الإخوان، لأن جماعة «الإخوان» كانت تطبق المشروع الأمريكى فى الشرق الأوسط الذى انتهى بعد ثورة 30 يونيو وعزل نظامهم. ■ هل هناك صلة بين زيارة وفد من الكونجرس وترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟ - المرشحون الرئاسيون فى مصر لا علاقة لهم بموقف الولاياتالمتحدة، وبالتالى فإن مسألة ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لا علاقة لها بالمعونة، ولكن من الممكن أن يثير إعلان «السيسى» ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية غضب الجانب الأمريكى.