بعد أيام من التوترات وتوقعات باندلاع مواجهات عسكرية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، بدأ خطاب الحرب بين البلدين في التراجع، مع دعوات أمريكية للجلوس إلى طاولة الحوار، ويبدو أن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تنحو باتجاه تجنب الدخول في حروب جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة، منذ أيام على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، استعدادها للتحاور مع طهران "دون شروط مسبقة"، وخرجت إيران لتشترط أن "تغير أمريكا سلوكها بشكل ملحوظ" للموافقة على التفاوض معها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي إن "التغيير الشامل لسلوك الولاياتالمتحدة وأفعالها إزاء الأمة الإيرانية هو المعيار الذي سيؤخذ في الاعتبار قبل أي تفاوض محتمل"، وأضاف الموسوي: "إيران لا تأخذ في الاعتبار لعبا على الكلمات واستخداما للهجة جديدة من أجل التعبير عن أهداف سرية"، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وتابع المتحدث كما نقل عنه بيان للخارجية أن "تركيز بومبيو على مواصلة أكبر قدر من الضغط على ايران يظهر استمرار السلوك الخاطئ نفسه الذي ينبغي تصحيحه". وكان بومبيو قد قال، الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي مع نظيره السويسري إيناسيو كاسيس: "نحن على استعداد لبدء مباحثات دون شروط مسبقة. نحن مستعدون للجلوس معهم"، لكنه أكد "أن الجهود الأمريكية لإنهاء الأنشطة الخبيثة لإيران ستتواصل" في إشارة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تنوي تخفيف عقوباتها بحق إيران وبرنامجها النووي. وتصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران مطلع مايو الماضي، مع نشر واشنطن حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن"، ومجموعة القاذفات الاستراتيجية "بي 52" في المنطقة، وذلك بعد معلومات عن تهديدات إيرانية وشيكة. وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نشر 1500 جندي في منطقة الشرق الأوسط تحسبا للتهديدات الإيرانية، فضلا عن نشر أسلحة مساندة ذات صبغة دفاعية. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشفت أن التحرك العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، جاء بعد معلومات أظهرت نصب إيران لصواريخ باليستية قصيرة المدى فوق قوارب خشبية في مياه الخليج، بغية استهداف قوات أمريكية وسفن تجارية في المنطقة. وهدد ترامب إيران بالدمار الكامل في حال اختارت قتال الولاياتالمتحدة، مبديا في الوقت ذاته انفتاحه على المفاوضات مع طهران لإبرام اتفاق جديد بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي السابق الذي وصفه ب"الكارثي". وذكرت الكاتبة كلوي كورنيش في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن حزب الله يعاني بسبب صعوبة توفر على السيولة المالية بالنسبة لإيران، وأضافت أن هناك مشاكل تواجه طهران، الداعم الأكبر لهذا الحزب، جراء العقوبات التي فرضتها واشنطن. وتابعت إن حزب الله جمع تبرعات خلال رمضان على نطاق واسع، وجاب بمكبرات الصوت المركزة على السيارات في شوارع بيروت، كما تداول ونشر مناصرو الحزب رسائل نصية على وسائل التواصل الاجتماعي تطالبهم بالتبرع ولو بدولار واحد للحزب. وقالت الكاتبة إن الأزمة المالية التي تعصف بالحزب دفعت الأمين العام، حسن نصر الله، إلى إعلان "الجهاد المالي" بعدما توقف دعم إيران للحزب بسبب إعادة فرض العقوبات عليها من قبل الولاياتالمتحدة، وأضافت أن الولاياتالمتحدة قدرت قيمة الدعم الذي كانت تقدمه ايران للحزب بنحو 700 مليون دولار سنوياً.