نشرت "لجنة حماية الصحفيين"، تقريرها السنوي عن أخطر الدول على الصحفيين وممارسة حرية الصحافة، ووضعت اللجنة قائمة الدول الخطرة بالنظر إلى مؤشرات حرية الصحافة مثل قتل الصحفيين واعتقالهم، والتشريعات والرقابة المقيدة لحريتهم، كما أن البلدان المذكورة في القائمة ليست الأسوأ من حيث الاعتداء على حرية الصحافة فقط، بل التي شهدت أبرز تدهور في المناخ الإعلامي في العام 2013، وفقا لما وثقته اللجنة. وتأتي مصر في المرتبة الثالثة بعد سوريا والعراق من حيث عدد الصحفيين القتلى في عام 2013، وذلك حسب أبحاث لجنة حماية الصحفيين، حيث شهدت الصحافة حالة من الاستقطاب الشديد وأساليب قمعية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ابتداءً بالتهديدات القانونية. وأفادت الصحفية دينا عبد الفتاح للجنة في مارس 2013 بأنه تم تقديم 300 بلاغ ضدها أثناء تقديمها "الشعب يريد"، واتهمها مؤيدو محمد مرسي بأنها تدعم الإرهاب، بسبب إجراءها لقاء على الهواء مع عضو في مجموعة "بلاك بلوك"، التي قامت باحتجاجات عنيفة ضد المعزول، وفي نفس السياق، قام مؤيدو جماعة الإخوان بعد فترة وجيزة من تسلم مهام منصبه، بشن موجة الشكاوى القانونية ضد الأصوات الناقدة في وسائل الإعلام باتهامات غامضة ك "إهانة الرئيس"، و"ازدراء الدين"، ففي أبريل 2013، أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تقريراً، حول توثيقها ما لا يقل عن 600 قضية قذف مرفوعة أمام المحاكم، مما يفوق بكثير عدد مثل هذه القضايا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وذكر تقرير اللجنة، أنه بعد عزل الرئيس مرسي، قامت الحكومة المؤقتة بإغلاق وسائل الإعلام المؤيدة للمعزول، وأعاقت التغطية الإعلامية الداعمة لجماعة الإخوان والمعزول، وخلال ثلاثة أشهر، قُتل خمسة صحفيين على الأقل كما احتجز عشرات الصحفيين دون توجيه اتهامات ضدهم، وتمت مداهمة ما لا يقل عن 10 محطات تلفزيونية ووسائل إعلامية، وكان خمسة صحفيين على الأقل قيد الاحتجاز عندما أجرت لجنة حماية الصحفيين إحصاءها السنوي للصحفيين السجناء، ليسجل التراجع الأشد شهدته حرية الصحافة في مصر ممَّا وضع مصر في المرتبة الثالثة بعد سوريا والعراق. وشملت التجاوزات قتل ستة صحفيين على الأقل في مصر في هذا العام، وهو رقم غير مسبوق يتضمن صحفيين عملوا مع الصحف القومية وآخرين في المستقلة والمعارضة، إضافة إلى صحفيين يعملون مع وسائل إعلام دولية، للمرة الأولى في مصر، كما احتجز خمسة صحفيين على الأقل عندما أجرت لجنة حماية الصحفيين إحصاءها السنوي للصحفيين المحتجزين في ديسمبر، ومن بين المحتجزين صحفيان يعملان مع قناة "الجزيرة" وآخرون من قنوات تلفزيونية مؤيدة للمعزول، وهذا الرقم لا يشمل عشرات الصحفيين الذين احتجزوا دون توجيه اتهامات ضدهم ثم أفرج عنهم، ووثقت لجنة حماية الصحفيين 71 اعتداءً على الصحافة خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2013.