تشهد العاصمة الليبية "طرابلس" منذ صباح، اليوم، هدوءا بكافة الميادين بالعاصمة، بالرغم من بث إحدى القوات الفضائية بيانا للقائد السابق للقوات البرية الليبية اللواء خليفة حفتر، أعلن فيه إنقلابا عسكريا بالبلاد، والذي نفاه في حينه رئيس الوزراء، علي زيدان ورئاسة الأركان الليبية. فقد نفى المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان الجيش الليبي، علي الشيخي، قيام اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية بإنقلاب عسكري بالبلاد، مؤكدا في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط بطرابلس، اليوم، أن هذا الخبر عار تماما من الصحة. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، في مؤتمر صحفي، أنه لا عودة إلي القيود والإنقلابات، نافيا وجود اي انقلاب بالبلاد، وذلك ردا على إعلان اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية، في بيان مصور له تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري. وذكرت وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، أن زيدان، أكد أن الموقف تحت السيطرة، وأن الحكومة والمؤتمر يواصلان عملهما، مشيرا إلى أنه أصدر الأوامر إلى وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات بحق اللواء حفتر. ودعا رئيس الوزراء الليبي، الجيش إلى التحلي بالمسؤولية واحترام إرادة الشعب، مشيرا إلى قرار صادر بحق حفتر وإحالته للتقاعد منذ فترة، وتابع زيدان قائلا: "لن نسمح بانتزاع الثورة من الشعب الليبي"، نافيا وجود أي مظاهر مسلحة في الشوارع الليبية. وكانت مصادر قد أفادت لإحدى القنوات الفضائية عن إنقطاع الاتصالات والإنترنت عن العاصمة الليبية، وأن قوات تابعة ل"حفتر"، سيطرت على مرافىء حيوية في العاصمة طرابلس. وبدوره، نفى عمر حميدان، المتحدث الرسمى باسم المؤتمر الوطني العام ما تردد عن وجود انقلاب عسكرى قاده اللواء خليفة حفتر، موضحاً أن هذا الانقلاب مجرد تصريحات إعلامية، مضيفا أن النائب العام الليبى أصدر بالفعل قراراً بضبط حفتر وبعض الضباط رفاقه. وأوضح المتحدث الليبي، أن حفتر متقاعد ولن ينتمى حالياً للمنظمة العسكرية الليبية وبالتالى فقراراته غير مؤثره على باقى الضباط، مشيرا إلى أن الانقلاب العسكرى من المستحيل أن يحدث داخل ليبيا إذ تشهد البلاد جماعات مسلحة متعددة ومنفصلة عن بعضها، موضحاً أنه لا يوجد بليبيا جيش موحد. وأكد حميدان، أنه لا يحق لحفترالانقلاب، وذلك فى ظل النظام الديمقراطى الذي تعيشه ليبيا إذ له حق التعبير عن رأيه، وأوضح المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام، أن المشهد السياسى ممزق فى الفترة الحالية. وبدوره، أكد رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، اللواء عبد السلام جاد الله العبيدي، أن عصر الأنقلابات قد انتهى وأن الجيش الليبي يسيطر على الأوضاع في العاصمة وفي كل المدن الليبية. وقال العبيدي- في تصريحات صحفية، اليوم- إن القوات تسيطر على العاصمة والأمور طبيعية ولن نسمح باستخدام القوة ضد الشرعية التي اختارها الشعب الليبي في انتخابات حرة، مضيفا أن قوات الجيش الليبي متواجدة على الأرض وتسيطر على الوضع الأمني وأن المؤسسة العسكرية لاتسمح لأي عسكري بالخوض في الشأن السياسي. وكان عبد الله الثني، وزير الدفاع الليبي، قد صرح أمس إنه تم إحباط محاولة انقلاب عسكري يقوده قادة عسكريون سابقون وسياسيون؛ بهدف إسقاط المؤتمر الوطني العام البرلمان وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد. وأضاف الثني عبر تصريحات تلفزيونية أمس، أن نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام، والقائد الأعلي للقوات المسلحة أصدر أوامره بالقبض على الضباط و السياسيين الذين حاولوا الإنقلاب على الشرعية، وتابع أن قوات الجيش والثوار لا تزال تلاحقهم، واستطاع الجيش إحباط الانقلاب قبل بدايته.