أكد وزير الخارجية، نبيل فهمى، أنه ناقش مع نظيره الروسى، سيرجى لافروف، سبل التعاون العسكرى والاقتصادى، مشيراً إلى أن هناك توافقا حول الأمر لترجمته إلى واقع ملموس. وأوضح «فهمى»، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع «لافروف»، صباح أمس، أن مصر تتطلع للتعاون مع روسيا لحل قضايا الشرق الأوسط، مؤكدا أن المياه قضية حساسة ومهمة وتسعى الدولة لحلول إيجابية للجميع. وأشار وزير الخارجية إلى أنه ناقش العديد من القضايا الإقليمية والثنائية مع الجانب الروسى، وأن عقد اجتماع للمرة الثانية يعكس الاهتمام بين البلدين. وأضاف أن الجانبين بحثا كيفية خلق مناخ سياسى يوفر للسوريين مستقبلا أفضل. واتفق الوزيران على عدم التدخل العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط بأى حال من الأحوال. وفيما يخص قضية المياه، قال «فهمى»: «نسعى للوصول لحلول توافقية وإيجابية بشأن مسألة المياه»، فيما رد «لافروف» بأن قضية المياه تتصاعد ليس فقط فى شمال أفريقيا، ولكن يجب حلها وفقا للقانون الدولى والاتفاقيات المشتركة والأخذ فى الاعتبار احتياجات المواطنين. وأكد وزير الخارجية الروسى أن بلاده رحبت بنتائج الاستفتاء على الدستور، مشددا على أن روسيا تدعم جهود الحكومة المصرية، وتقدم الدعم الكامل لمصر بعد 30 يونيو، وأن روسيا تسعى لبناء ومواصلة وتطوير العلاقات المصرية الروسية. وشدد «لافروف» على أن العديد من الدول تعانى من الإرهاب فى المنطقة العربية، خصوصا فى سوريا، مؤكدا أن بلاده تحتكم للمرجعية الدولية لحل الأزمة السورية. وأضاف «لافروف»: «علاقاتنا مع مصر وصلت إلى مستوى الشراكة متعددة الاتجاهات. ركزنا على بحث المسائل العملية لمكافحة الإرهاب، ونناقش تقديم قرار فى مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن روسيا تؤيد القيادة المصرية فى جهودها لاستعادة الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة. وتابع: «الجانبان الروسى والمصرى اتفقا على الإسراع بإعداد وثائق خاصة بالتعاون العسكرى الفنى. اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى ستعقد اجتماعا جديدا فى نهاية شهر مارس المقبل. الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيستقبل وزراء خارجية ودفاع روسيا ومصر أيضاً». وقال «فهمى»: سنتابع تنفيذ الاتفاقيات وسيكون هناك المزيد من اللقاءات بين المسئولين المصريين والروس. وأعلن «لافروف» أن بلاده تمكنت من حل بعض القضايا فى الأزمة السورية فى الفترة السابقة، داعيا لإصدار مجلس الأمن قرارا لحل الأزمة الإنسانية بسوريا، مشيراً إلى أن «بلاده تقدمت بمشروع لمجلس الأمن لمواجهة الإرهاب فى سوريا ومكافحته، والإرهاب يتزايد من قبل الجماعات المتطرفة ليس فقط فى سوريا وإنما فى دول أخرى بالمنطقة»، مؤكدا أن روسيا تتطلع للتعاون مع مصر فيما يخص قضايا الشرق الأوسط، مضيفا: «أكدنا خلال اللقاء على ضرورة إيجاد الحل السلمى فى سوريا، كما أننا ندعم موقف مصر تجاه الأزمة السورية». ورأى «لافروف» أن «الأزمة الإنسانية فى سوريا هى من أهم المشاكل التى تتطور نتيجة الأزمة فى البلاد»، لافتا إلى أن روسيا «تساعد فى حل الأزمة الإنسانية فى سوريا وتمكنا من تحقيق بعض النقاط، وتقدمنا بمشروع روسى إلى مجلس الأمن بشأن المساعدات الإنسانية فى سوريا، وذلك لدعم مجلس الأمن فى اتخاذ قرار واضح بشأن سوريا». وأوضح أن موسكو أرسلت مساعدات إنسانية للمحاصرين فى سوريا رغم اعتداء المسلحين على قوافل المساعدات، وهم يحاولون عرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية فى حمص، لافتا إلى أن «هناك مناطق محاصرة من قبل المعارضة منها النبل والزهراء»، مطالبا ب«إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية الأخرى على غرار الزهراء»، معتبرا أن «الغرب يقرأ الأوضاع الإنسانية فى سوريا بصورة انتقائية»، مشيراً إلى أن «التصعيد ضد الحكومة السورية يعطى انطباعا للمعارضة أن بإمكانها أن تفعل ما تريد»، معربا عن قلقه من الخطر الذى تشكله الجماعات المسلحة فى سوريا. وأكد «فهمى» أن المباحثات تناولت عملية السلام فى الشرق الأوسط وضرورة التوصل إلى حل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، معربا عن أمله فى التوصل إلى اتفاق وفق الشرعية الدولية. وقال: «يوجد توافق فى المواقف بين البلدين فى ضرورة مساعدة دول المنطقة للتوصل إلى حل أزماتها دون تدخل خارجى لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها»، مشيراً إلى أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية. وأضاف: «هناك اهتمام بضرورة تنمية العلاقات الاقتصادية فى إطار اللجنة الثنائية الشهر القادم»، موضحاً أنه سيكون أمامها اقتراحات محددة لمصلحة الجانبين، لافتا إلى أن المباحثات تناولت التعاون الثقافى أيضاً، فضلا عما تم مناقشته فى وزارة الدفاع فيما يتعلق بالتعاون العسكرى. وأعرب «فهمى» عن اعتقاده بأن أى تقييم جاد لآلية (2+2) لا بد أن يعكس رؤية مشتركة بين البلدين، موضحاً أن التوجه الأساسى للبلدين حل القضايا من خلال مسارات سياسية، مشيراً إلى أن المسارات السياسية متشعبة الجوانب وتشمل الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية. فى سياق متصل، قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، فى اجتماعه مع المشير عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، إن روسيا تتابع الأحداث فى مصر. وقال: «نتابع تطور الأحداث فى بلادكم، ونريد لمصر أن تكون دولة قوية ومستقرة، ونحن سعداء بحقيقة تبنى مصر دستورا جديدا». ونقلت وكالة أنباء «إيتار- تاس» الروسية عن «شويجو»، قوله ل«السيسى»: «بادئا ذى بدء، أود تهنئتكم على رتبة المشير، فهذه مكافأة لنشاطكم بخصوص هذا الموقف عن طريق ضمان السلام والاستقرار فى مصر. نرى أن جهودكم لضمان الاستقرار فى البلاد فعالة. ندعم ما تقومون به لمكافحة الإرهاب، ويتعين علينا مناقشة القضايا الأكثر أهمية بخصوص التعاون العسكرى والعسكرى التقنى وحالتها الراهنة وفرصها بالنسبة للمستقبل. نسعى لتطوير مثل هذا التعاون الذى له جذور عميقة». وأعلن «شويجو» أنه ناقش مع نظيره المصرى «السيسى»، إمكانية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين. وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، أن تصريحات «شويجو» جاءت عقب اجتماع وزيرى خارجية ودفاع البلدين فى موسكو. وأضاف: «ناقشنا مجموعة من الأحداث ذات الاهتمام المشترك. وتتضمن مشروعات لتوسيع تبادل الوفود وإجراء مناورات مشتركة وتدريب رجال القوات المسلحة المصرية فى جامعات وزارة الدفاع الروسية».