في ظل ما تشهده سوريا من أزمات وتصعيد إثر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة السورية والروسية ضد الفصائل المسلحة الموجودة بمنطقة إدلب، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن هناك مؤشرات على أن القوات السورية شنت هجوما كيميائياً يوم الأحد الماضي على قوات المعارضة في شمال غرب سوريا، ووجهت تهديدات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسرعة الرد في حال ثبوت ذلك، لتثير بذلك توترات وقلق حول استعداد أمريكا لتنفيذ عملية عسكرية جديدة بسوريا بحسب الخبراء. وقالت المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس: "هناك دلائل على أن هجوم مفترضاً تمّ بغاز الكلور في يوم صباح يوم 19 مايو" وأضافت: "نكرر تحذيرنا، إذا استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيماوية، فسترد الولاياتالمتحدة وحلفاؤنا على نحو سريع ومتناسب"، واعتبرت هذا الهجوم حملة عنيفة تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتنتهك وقفاً لإطلاق النار كان بمثابة حماية لملايين المدنيين في محافظة إدلب. حسن أبوطالب: أمريكا تسعى لتوجيه ضربات ل"الأسد" وللنفوذ الإيراني في سوريا وقال الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسن أبو طالب ل "الوطن"، أن التهديدات الأمريكية للقوات المسلحة السورية ليست بجديدة خاصة أنها تعتبر الجماعات المسلحة قوى معارضة وليست جماعات إرهابية تثير الفوضى داخل سوريا، وتهدف الولاياتالمتحدةالأمريكية من وراء تلك التهديدات "المزودجة" على حد قوله، إلى الحفاظ على الوضع الحالي بمنطقة إدلب وشمال حلب وعدم تغييره خاصة بعد التقدمات الناجحة التي أحزرتها القوات السورية في الفترة الأخيرة واستطاعت توجيه ضربات قاسمة لتلك الفصائل المسلحة تحديداً تلك التابعة ل"لقاعدة" و"جبهة النصرة" وعدم تقدم القوات السورية أكثر في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيين وكذلك تلميح بأن القوات السورية سوف تستخدم أسلحة كيماوية تستغله أمريكا في توجيه ضربات عقابية للنظام السوري بمبرر قوي أمام المجتمع الدولي؛ فالولاياتالمتحدةالأمريكية لا تريد للجيش العربي السوري أن يحرر الأراضي السورية من الجماعات الارهابية لأنها بشكل أو بأخر تُستخدم من قبلها لإثارة التوتر والأزمات في المنطقة. كما أكد "أبو طالب" أن إثارة تلك الاتهامات بهذا الشكل يهدف إلى التصعيد في سوري وأن الولاياتالمتحدة ضليعة في هذا الإطار ودائماً تستخدم تلك الاتهامات لتقوم بعمل عسكري في المنطقة، ويضيف: "عندما يتم التحقق من تلك الاتهامات يتضح أنها مبالغ بها ولا يتوفر دليل قوى ضد القوات السورية وإنه قد تكون قامت به جماعات مسلحة معارضة كي تثير الرأي العام العالمي والمواقف الدولية ضد الرئيس السوري"، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة تبحث الأن عن ذريعة لتقوم بعمل عسكري ضد التجمعات التي تعتبر امتداد للنفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي سواء سوريا أو اليمن أو العراق. وكانت قد اتهمت المعارضة السورية الجيش السوري بقصف تلة "الكابينة" في ريف اللاذقية الشمالي، بغاز "الكلور" السام، دون أن تشير إلى وقوع إصابات جراء الهجمة، وقالت مصادر في المعارضة إن الجيش السوري نفذ هذه الهجمة بعد أن أخفقت قواته مرات عدة في التقدم في المنطقة وقصفت أمريكا مواقع في سوريا مرتين بسبب استخدام الأسد أسلحة كيماوية في شهر أبريل لعامي 2017 و2018. وفي سبتمبر الماضي، قال مسؤول أمريكي كبير إن هناك أدلة على أن قوات الحكومة السورية تجهز أسلحة كيماوية في إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون روبرتسون في بيان: "على نظام الأسد ألا يعيد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. يجب ألا يكون هناك أدنى شك في عزمنا على التحرك بقوة وبسرعة إذا استخدم نظام الأسد هذه الأسلحة مرة أخرى في المستقبل"، واتهم البيان موسكو ودمشق "بمواصلة حملة تضليل لاختلاق رواية زائفة بأن آخرين هم المسؤولون عن الهجمات بأسلحة كيماوية".