عاد ملف الأسلحة الكيماوية السورية مرة إلي مجلس الأمن الاسبوع الماضي. وعاد معه الجدل والتراشق بين الاطراف المتصارعة في سوريا وعلي رأسها روسياوواشنطن حول استخدام النظام السوري لغاز الكلور في هجماته العسكرية علي الجماعات المعارضة له في ادلب والغوطة الشرقية مؤخرا.. فالولايات المتحدة قالت إن لديها أدلة مؤكدة علي استخدام نظام الأسد الكلور واتهمت روسيا بحماية النظام السوري من المحاسبة وتأخير إصدار إعلان بالامم المتخدة يندد بالهجمات، وروسيا ترفض الاتهامات الاميركية وكررت مقترحها الخاص بتشكيل آلية تحقيق دولية جديدة حول استخدام هذه الاسلحة. وتنفي الحكومة السورية استخدام غاز الكلور أو أي أسلحة كيماوية أخري خلال الصراع في سوريا الذي يقترب من عامه الثامن، وتلقي المسئولية علي عاتق المعارضة. قبل أيام زادت غارات النظام السوري الجوية علي البلدات والمدن التي تسيطر عليها المعارضة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وذلك بعد يوم من إسقاط المعارضة طائرة حربية روسية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جري الإبلاغ عن عدد من حالات الاختناق بعد أن ألقت طائرات هليكوبتر للجيش السوري براميل متفجرة علي أحياء سكنية يعتقد أنها تحوي غاز الكلور السام. وهو ما جعل البعض لا يستبعد قيام واشنطن بشن ضربات عسكرية علي النظام السوري نتيجة تلك الاتهامات. وكان دبلوماسيون وعلماء أعلنوا في نهاية يناير الماضي، أن اختبارات معملية ربطت للمرة الأولي بين مخزون الحكومة السورية من الأسلحة الكيميائية وأكبر هجوم بغاز الأعصاب السارين في الحرب الأهلية. وأجرت معامل خاصة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقارنة بين عينات أخذتها بعثة تابعة للأمم المتحدة بالغوطة في دمشق بعد الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس 2013 وسقط فيه مئات القتلي من المدنيين جراء التسمم بغاز السارين وبين الكيماويات التي سلمتها دمشق لتدميرها عام 2014. ومنذ بدء النزاع السوري في مارس 2011، تم توجيه الاتهام لقوات النظام عدة مرات بتنفيذ هجمات كيميائية في الغوطة الشرقية قرب دمشق أبرزها في أغسطس 2013 ما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين. ووقع أكثر من 130 هجوما كيميائيا في سوريا منذ العام 2012، وفقا لتقديرات فرنسية. وتنفي دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، وتؤكد أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في العام 2013 اثر اتفاق روسي - أميركي بعد الهجوم قرب العاصمة. ووقعت دمشق في ذلك الوقت علي اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية. تجنبت سوريا ضربات جوية أميركية بالوعد الذي قطعته علي نفسها عام 2013 بأن تتخلي عما لديها من أسلحة كيماوية. الا ان كثيرا من الديبلوماسيين ومفتشي الأسلحة يعتقدون ان نظام الاسد احتفظ سراً بقدرات لامتلاك أسلحة كيماوية جديدة وطورها. وإن سوريا أعاقت المفتشين وقدمت لهم معلومات ناقصة أو مضللة واتجهت لاستخدام قنابل الكلور عندما تضاءل ما لديها من كيماويات أخري. ويعتقد المفتشون ان قوات الأسد تستخدم قنابل كلور بدائية الصنع. وانها حوالي 100 برميل متفجر بغاز الكلور من طائرات هليكوبتر منذ 2014. وهو ما نفته سوريا. يعتبر غاز الكلور أقل سمية من غاز الأعصاب ويتوافر علي نطاق واسع لكن استخدامه كسلاح محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي وقعت عليها سوريا عند انضمامها لمنظمة الأسلحة الكيميائية وهي وكالة بين الحكومات تعمل مع الأممالمتحدة لتنفيذ الاتفاقية.