في الحلقة السابقة، تقابل "بطلنا" مع صديقة الطفولة صدفةً، في منزل صديقه، ورغم شعوره باختلاف فتاة اليوم عن حبيبة الأمس، إلا أنه طلب من صديقه أن يقابلها في اليوم التالي في المطعم، فأجابه أنه سيرى إن كانت ترغب في الانضمام إليهم أم لا؟. ولآن الإنسان عندما يريد شيئًا ما، يجد نفسه بلا عقل، فالقلب والعين يقومان بتدبير كل شئ دون استأذان العقل، لذا ظهر الملاك المتحرك في حلم الشاب وتخيل عقله اللقاء قبل أن يحدث.. شاهد ما كان يريده وهو مقابلتها في المطعم، وكانت ترتدي اللون الأحمر وهو ما يبعث جوًا مناسبًا له، لكن عندما استيقظ تمنى أن يظل في حلمه. غريبة هي الدنيا، عندما يكون الحلم أفضل من الواقع، نفضل الأحلام على الحياة الواقعية، فقد خلقنا الله لكي نعمر الأرض وأن نجد فيها ما نريده، ولكن أحيانًا تمنعنا عن الوصول لأشياء نريدها، فنحلم بها وحتى إن وصلنا إليها، ففي تخيلاتنا نتمناها بشكل معين، ولكن نجدها بعد وقت بشكل مختلف تمامًا. استعد في اليوم التالي للذهاب إلى المطعم، ولكن قبل أن يذهب قام بجولة ليشتري هدية للفتاة، التي سيلتقي بها بعد ساعات قليلة، فلم يجد شيئًا مناسبًا أكثر من الورود التي ستمنحها طاقة سعيدة، تجعلها تفهم ما يكنه لها من احترام وتقدير وحب أيضًا.. وبعد أن اشترى تلك الورود الجميلة ذهب إلى المطعم قبل أن يأتوا، كان يفضل أن يحدث ذلك مفاجأة.. وبعد نصف ساعة جاءوا، وبمجرد دخولهم ذهب يستقبل الضيفة وقدم لها الورد.. فرحت كثيرًا واعتبرتها لفتة جميلة منه وشكرته كثيرًا.. وبدوره فرح أيضًا بابتسامتها التي ظهرت عندما استقبلها، إنها لغة لا يفهمها إلا العشاق. تحدثا كثيرًا بعد أن شعرت بحالة من الارتياح، ظلا في المطعم قرابة ال3 ساعات، حتى حل الظلام وقد نسيا أنفسهما، ولكن استاذنت لأن الوقت قد تأخر بالنسبة لها، واتفقا على أن يتقابلا في اليوم التالي في نفس المكان والساعة.. وذهبت وما إن مرت دقائق قليلة حتى اشتاق إليها، ولكن وسائل الاتصالات هناك غير موجودة.. بالنسبة لهم كل ما يؤثر على الأجواء الإيجابية مرفوض تمامًا. لن أستطيع وصف حالته من وقت غيابها عنه حتى اليوم التالي، فقد شعر أنها ليست ساعات تفوت ولكنها أيام وليالي، فقد تكون الثانية هي ساعة، وتكون الساعة يومًا، ويكون اليوم أشهرًا.. عندما نتحدث عن المشاعر فالوقت يمر بحسابات مختلفة، فالشئ الذي نرتبط به يمر به الوقت سريعًا، والعكس صحيح.