في الحلقة السابقة، جاب "بطلنا" الجزيرة مستخدمًا الدراجة الهوائية، وأثناء ذلك رأى فتاة تشبه الملائكة في شكلها وجلستها، تقرأ الكتاب، تخطاها حتى لا يعزلها عن عالمها ظاهريًا، إلا أن الحقيقة توحي أنه ابتعد عنها بعدما تأكد أنها تشبه صديقتها ورفيقة روحه سابقًا والتي غادرت فرنسا، فافترقا. قرر الشاب العودة لرؤية الملاك الذي يرفرف على شاطئ الجزيرة، لكنه لم يجدها ، فراوده الشك أن ما راه كان سرابًا، ولكن كيف رأى سرابًا؟.. هو ظل واقفًا فترة لكي يرى هذا الوجه الملائكي الساحر، فعاد من حيث أتى واستمر في السير بالدراجة، وظل ينتقل من شارع إلى آخر حتى شعر ببعض التعب، نتيجة المجهود المبذول في تحريك الدراجة لمدة ساعتان أو ثلاثة. بالمصادفة، كان قريبًا جدًا من المطعم الذي زاره في أول يوم، فقرر أن يذهب ليتناول الغداء ويستريح فترة، فطلب الغداء وكان يتوقع أن يرى صديقا البارحة، إلا أنه لم يجدهما مع أنهما اعتادا أن يأتوا كل يوم، ولكن من الممكن أن يذهبوا للمطعم في وقت متأخر.. فبعد أن انتهى من تناول طعامه، أخذ الدراجة وتذكر أنه قام بتأجيرها لمدة معينة فأرجعها إلى صاحبها، بعد ذلك أخذ في السير على الأقدام حتى يصل لبيته. من نافذة بيته، وجد أن من يسكنون أمامه موجودون ولم ينزلوا، فجاء للشاب حس فضولي أن يذهب ويرى إذا كان هناك أمرًا منعهم من النزول؟.. فذهب وطرق الباب، وفتح صديقه ....فأخبره الشاب أنه كان قلقًا عندما لم يجدهم في المطعم، فرد عليه ستفهم كل شئ. أخذ واجب الضيافة، وبعدها ب10 دقائق دخل عليهما زوجة الشاب وصديقة لها، فعندما نظر إليها صعق وكأنه لم يرى سرابًا.. كانت صديقتها هي من رأها على الشاطئ ولكن رأها بثياب مختلفة تمامًا.. جلسوا معًا وتحدثوا، ولكن من أول نظرة تشعر وكأن هناك شيئًا ما بدأ يخلق بينهما، مثل الأمل الذي نراه في الظلام، فمجرد وجود ضوء الشمع يعطيك الأمل. في أثناء حديثهما، لم يعرف الشاب والفتاة ما حدث صباح هذا اليوم على شاطئ الجزيرة، ولكن عيون الضيف كانت تتحدث، خاصة عندما نظر إلى عينها.. كان يبدو عليه أنه يريد أن يقول أشياء كثيرة لها، إنها حاسة غريبة موجودة عند البنات تستطيع أن تقرا العيون بسهولة أبسط من فهم كلمات تقال، ولكن ليست بقوة نظرة عين واحدة. بالطبع هي كانت لا تعلم أنه رأها صباح ذلك اليوم، ولكن كانت تشعر أنهما تقابلا قبل ذلك ولكن لا تتذكر أين؟ فسألها هل ذهبت أو سافرت إلى إحدى الدول الأوروبية؟ فعرف منها أنها تعيش بألمانيا، فتأكد أنها بعيدة كل البعد عن صديقة الأمس، صديقة الطفولة.. وجه الشبه مجرد مصادفة غريبة.. قالت إنها قدمت إلى تلك الجزيرة من 10 أيام لتقضي عطلة 20 يومًا فقط، وستعود إلى عقر دارها. انطبع على وجهه فرح وحزن، فرح بأنه يراها ومن الممكن أن يتعرف عليها، وحزن أنها ستغادر بعد 9 أيام فقط!.. غادرت الفتاة، ولكن ظل الشاب يسأل صديقه عليها أن كان يعرفها وما مدى معرفته بها، فأخبره أنها صديقة زوجته، وأنها لا تعرف أحدًا في تلك الجزيرة إلا زوجته. طلب من صديقه أن يسألها، إن كان من الممكن أن يتقابلا في المطعم في اليوم التالي.. فرد عليه بأنه بالتأكيد أنهم سيذهبون اليوم التالي، ولكن سيسألها إذا كانت ستأتي معهم أم لا، دون الدخول في تفاصيل لماذا طلب هذا الطلب؟.. ولكن استاذن وغادر المنزل وعاد إلى بيته، لأن ينتظره اليوم التالي موعد خاص جدًا.