طاردت «لعنة» إسقاط الطائرة العسكرية جماعة أنصار بيت المقدس، التى تعانى حالياً من حصار خانق، وقالت مصادر عسكرية إن حادث إسقاط الطائرة، الذى وقع فى سيناء يوم الجمعة 24 يناير الماضى، كان بمثابة بداية كتابة كلمة «النهاية» للجماعة، بعد أن شجع الأهالى على الإبلاغ عن جميع تحركات التكفيريين بعد شعورهم بوجود مؤامرة ضد الجيش، وهو ما أسهم فى تغيير استراتيجية الجيش، ونجاح القوات فى تصفية 76 تكفيرياً على الأقل، فى الفترة الماضية بينهم الشخص الذى أطلق الصاروخ على الطائرة. وأكدت المصادر أن حادث إسقاط الطائرة الذى أسفر عنه استشهاد 5 من طاقمها، وتباهت الجماعة به، ونشرت فيديو له، تحول إلى نكبة على رؤوسهم، فمنذ ذلك التاريخ حتى الآن وهم محاصرون حصاراً منقطع النظير سواء فى سيناء أو غيرها. وأوضحت أن أبناء شمال سيناء، شعروا بعد الحادث، أن الجيش المصرى يتعرض لمؤامرة خسيسة، وهناك من يمد الجماعات الإرهابية بالأسلحة الثقيلة والمتطورة، لاستهداف الجنود، فبدأ الأهالى ينقلون كل كبيرة وصغيرة عن تحركات تلك العناصر الإرهابية، فى مدن شمال سيناء ولاسيما بجنوبى رفح والشيخ زويد، مضيفا: كان لتلك البلاغات السبب الرئيسى فى استهداف أكبر عدد من العناصر التكفيرية، وقتل العشرات منهم بينهم 25 على الأقل من بيت المقدس، وإصابة آخرين والقبض على عناصر تكفيرية خطرة. وأضاف أن المعلومات الدقيقة التى وفرها الأهالى، مكنت قوات الجيش من تغيير استراتيجية الهجوم على بؤر الإرهاب، بالاعتماد على القصف الجوى المركز، لأماكن تجمع العناصر التكفيرية، وأكدت مصادر أمنية أن الإرهابى الذى استهدف الطائرة بصاروخ «سام 7»، لقى مصرعه فى إحدى غارات الجيش. وقالت المصادر إنه بعد الحادث، أصبحت الجماعات الإرهابية، التى انضمت فى الآونة الأخيرة للعمل تحت لواء «أنصار بيت المقدس»، وعلى رأسهم جماعة «جند الإسلام» و«السلفية الجهادية» تواجه الأهالى وقوات الجيش والشرطة، ما أدى لمحاصرتهم من كل الجوانب، ما دفع جماعة الإخوان لإصدار أوامر لأعضاء الجناح العسكرى، وعناصر حركة حازمون بحمل السلاح، وشن هجمات بالمحافظات باسم «بيت المقدس» لإرباك الأمن وإنقاذ المحاصرين فى سيناء من الفناء. وتابعت المصادر أن الخسائر التى لحقت بجماعة «أنصار بيت المقدس»، فى الأيام الأخيرة أصابتها بالارتباك، لاسيما بعد مقتل كمال علام وأحمد القرم القياديين بالجماعة فى إحدى الغارات الجوية للجيش، وقبلها مصرع أبومنير زعيم التكفيريين، بجانب إصابة شادى المنيعى القيادى بالجماعة والعقل المدبر لها. وكشفت أن الأجهزة الاستخباراتية رصدت فى الفترة الأخيرة اتصالات بين قادة «بيت المقدس» وقيادات إخوانية، لإقناعهم بضرورة ضم عناصر من الإخوان وحركة حازمون من المدربين على حمل السلاح لمقاتلى الجماعة. وأوضحت المصادر أن هناك عناصر من جماعة الإخوان بدأت بالفعل شن هجمات فى المحافظات الأخرى، ونسبها ل«أنصار بيت المقدس»، وهو ما كشفته التحقيقات فى واقعة القبض على خلية تابعة لجماعة الإخوان، المتهمين باستهداف كمين بنى سويف، رغم صدور بيان من جماعة «أنصار بيت المقدس» تبنت فيه العملية.