عقب قراره بالتنحى، اختار مبارك وأسرته مدينة شرم الشيخ للإقامة بها، لاعتبارات كثيرة، ربما واحد منها كان بسبب هدوء المدينة، وابتعادها عن حالة المد الثورى التى اجتاحت البلاد عقب ثورة يناير، تلك الحالة التى كانت تطالب بمحاكمة مبارك ونظامه، واسترجاع الأموال المنهوبة، بالإضافة إلى استمرار التظاهر فى ميدان التحرير وباقى ميادين الجمهورية، على أثر ذلك دخلت أسرة مبارك فى حالة من الصمت التام، والابتعاد عن الإعلام، ولم تفلح الأحداث التى وقعت فيما بعد أن تسحب الأسرة للظهور الإعلامى، حتى بعد أن أحيل مبارك للمحاكمة فى أبريل 2011، والتى دخل على أثرها مستشفى شرم الشيخ، وقتها كانت زوجته سوزان ثابت، تتردد عليه بصفة دائمة، هذا بالطبع قبل أن يصدر قرار بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيق فى مايو من نفس العام، وقتها أشيع أن سوزان أصيبت بانهيار عصبى، وأن مبارك رجا المحققين أن يعفوها من الحبس مقابل أن تتنازل عن الأموال التى اتهمت بالاستيلاء عليها، تم الإفراج عن سوزان فى نفس الشهر، لتتفرغ فيما بعد لزيارة ولديها علاء وجمال فى سجن طرة عقب حبسهما منتصف أبريل 2011، وبعد تحديد جلسة 3 أغسطس 2011، لمحاكمة مبارك، والمعروفة ب«محاكمة القرن»، انتقلت سوزان إلى القاهرة لتكون بجوار زوجها فى المركز الطبى العالمى، وعندما دخل مبارك سجن طرة أقامت سوزان فى فيلا يمتلكها أحد أقاربها بالقاهرة بصحبة هايدى راسخ، وخديجة الجمال، زوجتى ولديها، حتى يتمكن الجميع من زيارة المحبوسين فى طرة، ترفض «السيدة الأولى»، كما كانوا يلقبونها، الظهور فى وسائل الإعلام، وتتنقل داخل العاصمة المصرية بشكل سرى وسط حراسة مشددة، وتردد مؤخراً كتابتها لمذكراتها التى قيل إنها سوف تصدر عن دار «كانونغيت» الأسكتلندية للنشر. أما علاء مبارك الابن الأكبر لحسنى مبارك، فهو رجل أعمال لا تتوفر تفاصيل كثيرة حول هوية أعماله المتشعبة، متزوج من هايدى مجدى راسخ، ولهما ولدان، توفى أكبرهما «محمد» فى 18 مايو 2009 عن عمر 13 سنة عقب إصابته بأزمة صحية، فيما ظل «عمر» الصغير بصحبة والدته، يزور جده فى المستشفى من حين لآخر. لكنه بقى فى السجن للنظر فى قضية أخيرة يحاكم فيها مع أخيه بتهمة التأثير السلبى على البورصة المصرية. جمال مبارك، الابن الأصغر لحسنى مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى السابق، والوريث الذى تسبب فى الثورة على والده، محبوس حالياً على ذمة التحقيق حول اتهامه بالاستيلاء على المال العام، والتحريض على قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير 2011، وفى يوم السبت الموافق 2 يونيو 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت بانقضاء الدعوى الجنائية ضد جمال مبارك. بينما قرر النائب العام حبسه احتياطياً مع شقيقه على ذمة قضية التلاعب بالبنك الوطنى المصرى والتلاعب بالبورصة. مع سوزان مبارك تعيش كل من هايدى راسخ، زوجة علاء مبارك، ابنة رجل الأعمال مجدى راسخ، والتى تزوجت من علاء مبارك فى عام 1991، وأنجبت منه ولدين، محمد (1997-2009) وعمر مواليد 2003، كما تعيش معهما أيضاً خديجة الجمال، زوجة جمال مبارك، المولودة فى عام 1984، وابنة رجل الأعمال محمود الجمال، الذى يعمل فى مجال المقاولات. فى 23 مارس 2010 أنجبت ابنتها الأولى «فريدة»، بعد ثلاث سنوات من زواجها، وهى أول حفيدة للرئيس المصرى الأسبق. أحفاد مبارك وزوجتا نجليه، لم يسلموا من قرار محكمة القضاء الإدارى بمنعهم من السفر، وهو ما دفع فريد الديب، محامى مبارك لإقامة دعوى تطالب برفع أسماء خديجة الجمال زوجة «جمال مبارك»، ونجلته «فريدة»، و«عمر» نجل «علاء مبارك» من قوائم الممنوعين من السفر، وطالبت الدعوى بوقف تنفيذ وإلغاء القرار الصادر من جهاز الكسب غير المشروع، بوضعهم على قوائم الممنوعين من السفر.