تميّز المجتمع الإسرائيلي منذ قيامه باختلاط الأجناس والألوان والعادات والتقاليد، مما خلق مجتمعًا غير متناسق يعج بالتناقضات، حيث الجمع بين الشرق والغرب، والتدين الشديد والعلمانية المطلقة، وهذا ما كان سببًا في تفشي الظواهر السلبية فيه بشكل سريع، وعلى رأس هذه الظواهر السلبية كان التحرش الجنسي الذي لم يسلم المجتمع الصهيوني كله حتى وصل لكبار المسؤولين الإسرائيليين ومنهم الرئيس الأسبق موشيه كاتساف والذي أُقيل لهذا بسبب تحرشه بسكرتيرته، واخترق داء التحرش صفوف الجيش المفترض فيه الانضباط، فقال موقع "واللا" الإسرائيلي: إن ضابطًا برتبة "عقيد" في جيش الاحتلال الإسرائيلي متهم بممارسة انتهاكات جنسية ضد ضابطة تعمل تحت يده، مضيفًا أن الضابط ينكر الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدًا أن كل ما حدث "كان برضاها". وأضاف الموقع، أن القضية كانت محظورة النشر حتى اليوم، مشيرة إلى قضية أخرى في يوليو الماضي انتهت بعزل ضابط بالجيش من منصبه بسبب التحرش الجنسي واستخدام العنف ضد جنوده. من جانبه، علّق منير محمود، الخبير في الشؤون الإسرائيلية: هذه الظاهرة لا تنتشر فقط داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، ولكنها في المجتمع عامة، مؤكدا أن تفشي الظاهرة في المجتمع تعود إلى الأخلاق، مضيفًا في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن معظم القضايا التي يتم فتحها في هذا الشأن تكون غالبًا متعلقة بقادة كبار داخل الجيش، لأنهم يستغلون وظائفهم ومكانتهم ونفوذهم للتحرش ببعض العاملات تحت أيديهم من منطلق الثقة بعدم إثارة الموقف من قِبل المعتدى عليهن راغبات في عدم تأخير الترقية، أو إلحاق الضرر بها، فيضطررن إلى الصمت. وأضاف محمود، أنه رغم وجود قوانين رادعة في إسرائيل بخصوص هذا الشأن إلا أن الذي يتحكم فيهم هو الدافع الأخلاقي، مشيرًا إلى أن المصريين لا يمتلكون قوانين رادعة مثل هذه ولكن تحكمنا أخلاقنا وعاداتنا.