كشفت تقارير مالية عن تورط المسئولين عن التخلص من النفايات الخطرة لوحدات الغسيل الكلوي الخاصة بمحافظة الدقهلية، في فساد مالي على مدار 6 سنوات عن طريق قيامهم بالتلاعب في المستندات لزيادة وزن الكميات، التي يتم التخلص منها بالحرق وصرف مصاريف الحرق من حساب تحسين الخدمة الصحية لمريض الفشل الكلوي . " الوطن " حصلت علي مستندات وحدة الغسيل الكلوي في قرية طناح بمركز المنصورة، والتي يوجد بها 13 ماكينة غسيل كلوي وعدد 44 مريض فشل كلوي بمعدل جلسات 572 جلسه في الشهر، وتقوم إدارة المعامل التابعة لمديرية الصحة بالدقهلية بحرق النفايات، حيث لاحظت الوحدة الحسابية بمستشفى دكرنس العام، مؤخراً بأن المبالغ المطلوب سدادها مبالغ فيها جدا على مدار العامين الماضيين منذ تحويل وحدة الغسيل الكلوي بطناح إليها في ،12/3/2012 وحتى الآن، وكانت قبل ذلك تابعة للوحدة الحسابية بمستشفى المنصورة العام القديم . وأكدت المستندات أنه بتتبع كمية النفايات خلال شهر أغسطس الماضى 2013 كانت تزن 1250 كجم وتحتاج مبلغ 4375 جنيها لحرقها، ثم في شهر سبتمبر تم حرق نفس الكمية وفي شهر أكتوبر 1240 كيلو بمبلغ 4340 جنيها، ثم ارتفعت في شهر نوفمبر إلي 1250 كيلو جرام وبعد أن تقدم الأطباء بشكوى تفيد وجود مخالفات ظهر الرقم الحقيقي لكمية المخلفات وهو 683 كيلو بمبلغ 2390 جنيها، وهو نصف الكمية التي كان يتم تسجيله بالمستندات شهريا . وقال" م.ع "، أحد المسئولين عن وحدة غسيل كلوي، إن ما يستخدمه المريض من مستلزمات جلسة الغسيل معروفة ووزنها معلوم للجميع والوزن الحقيقي لنفايات الجلسة الواحدة 900 جرام، ولكننا لاحظنا أنه يتم إثبات كميات مضاعفة منذ سنوات تصل إلي 2 كيلو جرام وهذا بالطبع يأتي علي حساب تحسين الخدمة الطبية، والتي يتم صرف معظم رصيدها في حرق المخلفات . وقال إنه يتم استخدام بعض المخلفات مرة أخرى مثل الجراكن وهذا يتسبب في معظم الأحيان في نقل الأمراض بين المرضي مثل ما حدث من تحول إيجابي لفيروس سي لمرضي المنصورة العام، خلال عام 2010، ومعنى ذلك أن جميع مخلفات جلسات الغسيل الكلوي لا يتم حرقها والتخلص منها فعليا، ولكن أشياء بسيطة من تلك الجلسات فقط . وتقدم ثلاثة من الأطباء بمديرية الصحة بالدقهلية بشكوى إلى إدارة الفساد والرشوة بوزارة الداخلية للتحقيق فيما يحدث من طرق حرق مخلفات الغسيل الكلوي وتم إرفاق بعض المستندات بالشكوى . وقال أحد المسئولين بمديرية الصحة: إننا لا نرضي أبدا بالفساد أيا كان نوعه إلا أن ما يحدث أن بعض المستشفيات تتخلص من نفاياتها الخطرة مع نفايات وحدات الغسيل الكلوي التابعة لها، وهو ما يمكن أن يتسبب في زيادة الأوزان، وذلك لتوفير الميزانية في وحدات الغسيل الكلوي فقط للحرق، ولكن أيا كان الأمر فسنقوم بمراجعة تلك الأوزان وضبطها والتحقيق مع المخالفين، كما أنه يجب حرق كافة المخلفات أيا كان شكلها أو لونها.