يتكئ كل منهما على الآخر، والابتسامة تعلو وجهيهما، يسير فرحات أحمد 80 عاما، ونوال أحمد 71 عاما، بخطى بطيئة في طريقهما إلى لجنة الاقتراع بمدرسة جزيرة الدهب الإعدادية بجنوب الجيزة، متحاملين على نفسهما للمشاركة في هذا العرس الديمقراطي، والمشاركة بصوتيهما في الاستفتاء على التعديلات الدستورية. زوجان مسنان قررا الخروج والمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بمجرد وصولهما اللجنة طلب الزوج من رجال الجيش والشرطة معاونته والأخذ بيده، وإحضار كرسي متحرك لزوجته لأنها لا تقوى على السير، وأدخل رجال تأمين المدرسة "نوال" اللجنة للإدلاء بصوتها. "مشهد الاستفتاء أعاد لي صحتي وشبابي".. بهذه الكلمات رفض فرحات الجلوس على كرسي متحرك رغم حركته البطيئة، والابتسامة تعلو وجهه، مضيفا ل"الوطن"، أنه عقد العزم وزوجته بعدما تناولا وجبة الإفطار وكل منا أخذ دواءه المعتاد. نزل الزوجان في اليوم الثاني للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مؤكدين أنه على الرغم من أن صحتهما لم تعد تسعفهما فإن أي نداء للوطن لا يمكنهما التأخر بشأنه: "نحن تربينا على هذه الأرض الطيبة ومن خيرها نعيش وفي باطن أرضها ندفن، ومصر بخير ولا يصح الالتفات إلى الشائعات التي تريد عرقلة مسيرة البلد وإبعادها عن مسارها الصحيح". "إحنا مش عايزين حاجة تاني من الدنيا، إحنا مع بلدنا على الحلوة والمرة ولن نتركها فريسة يتكالب عليها الإعداء والمتربصين، فكان لزاما علينا المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية سويا".. أكد فرحات أنه وزوجته حرصا على المشاركة من أجل الأجيال القادمة، وحتى تنعم البلاد بمزيد من الأمن والاستقرار. وقالت "نوال"، "أنا مع زوجي في أي مشوار يخص البلد، والمشاركة شيء إيجابي يجب على الجميع حضور هذا العرس والمساهمة في كتابة تاريخ مصر".