يعترف الجميع بشعبية المشير عبدالفتاح السيسي، فهو يتربع على عرش قلوب المصريين، فالرجل الذي انحاز لمطالب الشعب المصري، ورفض التهديدات التي تواجه للشعب بالإبادة، مطالب اليوم، من قبل عدد ليس بقليل من محبيه، بالترشح لمنصب الرئيس.. ولاشك أن الرجل سيكتسح الانتخابات، إذا ما قرر الترشح. ولكن في الوقت ذاته، هناك سؤال يطرح نفسه، هل هذا في مصلحة المشير السيسي؟ هل من مصلحة مصر أن يترشح الآن للرئاسة؟.. قد يختلف الكثيرون في الرد على هذا التساؤل، ولكن من وجهة نظري أن هذه الخطوة تمنح قبلة الحياة لكل من يريد أن يتصور أن ما حدث ويحدث في مصر هو انقلاب، ويكرس لفكرة أنه لا يوجد خيار بديل عن حكم شخص عسكري أو الإخوان، وسيتلقف عدد كبير من الحاقدين على مصر في الداخل والخارج هذه الخطوة، للتأكيد على أن ما حدث في مصر هو انقلاب على السلطة المدنية. هذه التخوفات الكثيرة التي تعتري المشهد المصري، تجعل هناك حاجة ملحة إلى الاستعانة بالتجربة الروسية (تجربة بوتين ومديفيدف).. هناك حاجة إلى شخصية مدنية تتولى زمام الدولة، من خلال منصب رئيس الجمهورية، وفي نفس الوقت، يجب أن تتمتع هذه الشخصية بصفات خاصة جدًا، تؤهلها للتعامل مع تعقيدات المشهد في مصر، وتقبل أن تتفهم فكرة أن هناك شعبية جارفة للمؤسسة العسكرية.. شخصية تستطيع أن تعمل مع ومن خلال مؤسسات الدولة المختلفة، ولا تسعى للهيمنة وإحكام السيطرة عليها. كل هذه المحددات والشروط تدفع اسم الرئيس المؤقت عدلي منصور إلى الواجهة، فهذا الرجل الذي اثبت في مواقف كثيرة أنه جدير بالمنصب، وقادر على التعاون مع مؤسسات الدولة، والعمل من خلالها، واحترامه لإرادة الشعب والانحياز لها في 3/7/2013، وتأكيده المستمر على حقوق الإنسان ورفض الدولة البوليسية، بالإضافة إلى ما يتمتع به من صفات شخصية من إنكار الذات، وعدم حب الظهور والهدوء والوثوق من النفس، تجعل منه الرجل المناسب في موقع الرئيس، الذي يستطيع إدارة شؤون الدولة دون الدخول في صراعات لأهداف شخصية أو حزبية، وهو ما يؤهل الرئيس عدلي منصور إلى لعب دور في تحمل مسؤولية الوطن، للحفاظ على وحدة الدولة وتماسك القوات المسلحة.. فهل تفعلها يا سيادة المستشار؟.