د صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية ل «صباح الخير»:أطالب بانتخابات رئاسية تشمل الرئيس ونائبه

عندما يتكلم القس صفوت البياضى عن ثورة الثلاثين من يونيو يؤكد أنه لم يكن يتوقع أن تنجح هذه الثورة خاصة أن الشعب لم يمض فترة طويلة عن خروجه فى الثورة الأولى فى الخامس والعشرين من يناير ولم يكن يتوقع أن يتغير كل شىء وأن تكون حاجة الشعب للتغيير أكبر من أى توقع فى ظل شرطة كانت وقتها لم تتعاف بعد ويكمل البياضى كنت أستبعد بينى وبين نفسى أن يكون هذا التعاون بين الشرطة والجيش وأن يكونا يدا واحدة وأن يتجمع الناس فى حركة تمرد بمثل هذه السرعة وأن ينزل الملايين فى تظاهرات كانت فى تعدادها أكبر من أى نزول للشعب فى أى وقت مضى.
∎ فى البداية أسأل ما رأيك فى حملة «كمل جميلك» التى تجمع التوقيعات لتطلب من الفريق عبدالفتاح السيسى بالنزول فى انتخابات الرئاسة؟

- الشعب المصرى شعب عاطفى وعندما يحب يغرق فى الحب وهذه ميزة يتميز بها المصريون وليست موجودة فى أى مكان آخر وبالطبع غالبية الشعب تريد أن ترد الجميل للسيسى لأنه وقف مع المصريين عندما كانت إرادتهم تسعى لتغيير مرسى ولكن من وجهة نظرى أجده رجلا تتوافر فيه كل صفات القيادة والشخصية الجاذبة التى من الممكن أن تطلب من الشعب أو من المؤسسة العسكرية أى طلب فينفذ الجميع لأنه كان ممكن بالطبع أن يحدث انقلاب عليه من داخل الجيش إن لم يكن هذا الرجل محبوبا بين أفراد القوات المسلحة إذن هو رجل لديه شعبية لدى الجيش ولدى الشعب ولكن أخشى ما أخشاه أنه لو جاء إلى كرسى الحكم فى مصر أى مرشح من المؤسسة العسكرية أن يستمر فى الكرسى لسنوات طويلة ويعود الوضع كما كان عليه ولكن إذا خلع المرشح العسكرى بدلته العسكرية ودخل كمواطن مصرى عادى وقتها سيكون الأمر مريحا للغاية لأنه من حق أى شخص أن يترشح للرئاسة ويفوز بحب ودعم الشعب وليس بدعم وقوة المؤسسة العسكرية.

∎ إذا ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة هل ستختاره؟

- سأختاره إذا لم أجد من هو أفضل منه!

∎ هناك وجوه سابقة كانت مرشحة للرئاسة هل هناك شخص من المرشحين السابقين لو عاد للترشح مرة أخرى تجد أن أمامه فرص للفوز أكبر من غيره؟

- فى الانتخابات الرئاسية السابقة كنا ننادى بأن يتحد المرشحون الليبراليون ضد مرشحى التيار الإسلامى ولكن لم يسمع أى واحد منهم بهذه النصيحة وكان لديهم حب الذات أكبر من حب مصلحة الوطن لذا تفرقت الأصوات وفاز محمد مرسى الذى سعى مع جماعته على الاستحواذ على كل شىء ولأن مؤسسة الجيش كانت على قلب رجل واحد هى الوحيدة التى استطاعت أن تقف مع الشعب ويكون لها دور مؤثر وفى كل الأحوال الترشح للرئاسة اليوم هو عبء ثقيل جدا لأن توقعات الشعب هى أكبر من أى واقع وأى رئيس سيأتى لمصر سيطالبه الشعب بهموم ومشاكل عليه حلها واقتصاد سيىء ورواتب ضئيلة ولا أعلم إذا جاء الفريق السيسى رئيسا لمصر وبكل هذا الحب الذى يكنه له المصريون السؤال هل إذا دخل الموضوع فى طلبات المصريين ومشاكلنا الكبيرة والكثيرة لأن المنتظر سيكون أكثر من قبل وتوقعات الشعب أكبر من قبل هل سينقذ السيسى الوضع السيئ للبلاد هذا سؤال مهم، لذا أنا أطالب أن يكون لدينا انتخابات على الرئيس وانتخابات على نائب الرئيس بمعنى أن تكون هناك مشاركة فى إدارة البلاد وأن يكون النائب باختيار الشعب أيضا ويكون له سلطات وأعمال يقوم بها فإذا سافر الرئيس أو غاب عن الحكم لأى سبب فيكون هناك من هو نائب عنه بشكل حقيقى ويدير البلاد بشكل فعلى وهو بطريقة أساسية يحجم من فرعنة الفرعون خاصة لو جاء النائب من قبل الشعب وهذه الفكرة تتم مناقشتها فعلا فى لجنة الخمسين التى تصنع الدستور بمعنى أن يدخل المواطن فى انتخابات الرئاسة لاختيار الرئيس ونائب الرئيس!

∎أنت عضو فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور كم أنجزتم حتى الآن من المواد التى يتم تعديلها؟

- فى هذا الأسبوع سنكون بصدد القراءة الأولى لجميع المواد الدستورية!

∎ كان هناك اعتراض على شخصك من قبل الشباب المسيحى لاختيارك فى لجنة الخمسين لماذا؟

- الشباب بشكل عام دائما يبحث عن المزيد والحقيقة هم يعترضون على أن يمثل رجل الدين الكنيسة الإنجيلية وكانوا يريدون تمثيلا من فئات أخرى وبالفعل هناك تمثيل من كل أطياف المجتمع المسيحى.

أستغرب أن يكون هناك تمرد من قبل الشباب المسيحى على الكنائس ورجال الدين؟

لأن الوضع اختلف بعد ثورة يناير خرج الشباب من تحت جناح الكنائس وتمرد وأصبح له صوت فى مظاهرات ماسبيرو ومحمد محمود وفى كل ميدان وهذا أعتبره إيجابيا حيث التمرد انتشر وعرفوا كيف يعملون بالسياسة والكنيسة أطلقت يده!

∎ ماذا كنت تناقش فى اللجنة الفرعية فى لجنة الخمسين؟

- أنا فى لجنة اسمها لجنة مقومات الدولة وناقشنا ست وثلاثين مادة من أهم مواد الدستور منها المادة الثانية ومادة 219 حيث أبقينا المادة الثانية كما هى وحذفنا المادة 219 وهناك اتفاق داخل اللجنة الفرعية على ذلك وطبعا ممكن جدا أثناء التصويت نجد من يطالب بعودة المادة 219 ولكن الاتجاه العام حتى الآن أن هذه المادة هى مادة تفتح الباب أمام الفتاوى الفقهية والاحتكام إلى هذه الفتاوى التى هى متباينة فيما بينها أصلا وكان هذا سيدخلنا فى مشاكل كبيرة ومعى عضو من الأزهر كتب مذكرة مهمة رافضا هذه المادة وفى الدستور وعلى مدى أربعين سنة كنا مكتفين بالمادة الثانية فقط ولكن فى دستور 2012 أقحمت المادة 219 وبالطبع أنا رفضت هذه المادة وغيرها من المواد وانسحبت من لجنة الدستور العام الماضى.

∎ أثار العضو أندريا زكى نائب الكنيسة الإنجيلية الجدل عندما رفض المادة الثالثة التى تقول إن للمسيحيين واليهود الحق فى الاحتكام إلى شرائعهم لماذا؟

- لأننا نجد أن هذه المادة فيها إقصاء لأنه بتحديد القول مسيحى ويهودى يكون هناك ظلم أى مواطن مصرى ليس له ديانة مثلا لذا أردنا أن تكون ولغير المسلمين الحق فى الاحتكام إلى شرائعهم!

∎ ولكن كان هناك الكثير من المشكلات على مدى سنين طويلة لدى المسيحيين الذين يريدون أن تدار حقوقهم الشخصية حسب الشريعة الإسلامية ما تعليقك؟

- طبعا هناك مشاكل كبيرة لدى مسيحيى مصر فى هذه المسائل الخاصة بالزواج والطلاق ولدينا قانون قديم وهو إذا اختلفت ملة الزوج عن الزوجة من حقهما الاحتكام للشريعة الإسلامية وأنا شخصيا واضع مادة فى قانون الأحوال الشخصية المسيحى أن من حق أى مسيحى ومسيحية أن يتزوجا زواجا مدنيا زواجا خاضعا للقانون بعيدا عن قوانين الكنيسة الصارمة ومن يريد زواجا كنسيا فليفعل ومن يريد الزواج المدنى فليفعل ولكن هناك تقاليد راسخة لدى نفوس المسيحيين تجعل غالبية المسيحيين يذهبون للزواج الكنسى ولابد للكنيسة أن تجد حلا لراحة الناس من عذاباتهم.

∎ هناك ست مواد حولها جدل وتخص الجيش والمؤسسة العسكرية حيث يعترض غالبية الأعضاء على بعض هذه المواد ويريدون تعديلها فى الوقت الذى لاترضى فيه المؤسسة العسكرية بذلك.. حدثنا عن الوضع داخل الخمسين؟

- هذه المواد الخاصة بالجيش أخذت وقتا طويلا فى لجنة دستور 2012 وذهبنا إلى الجيش وأوضحوا للجنة آنذاك أن لهم قانونا وقضاء منظما وكنا نتحدث معهم وقتها عن إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وكنا وقتها اعترضنا على أنه لو مثلا مدنى دخل فى خصومة مع عسكرى القانون يقول أنه تتم محاكمتهما محاكمة عسكرية ونحن ضد ذلك لذا هنا خلاف الآن على محاكمة المدنيين للمحاكمات العسكرية وأيضا هناك من يطالب فى اللجنة بأن تكون ميزانية الجيش معلومة والمؤسسة العسكرية ترفض ذلك لأن هناك ميزانية تسليح وأسراراً عسكرية وطبعا أنا مع عدم الإعلان عنها ولكن هناك أعضاء فى لجنة تعديل الدستور يصرون على أن تكون رواتب ومكافآت ضباط الجيش معلنة من حق الشعب أن يعلم وهذا لايسىء إلى الأسرار العسكرية ولا يمسها وأعتقد أن الجدل حول مواد الجيش سيستمر حتى نصل جميعا إلى حلول وسطية يرضى معها الجميع لأن لجنة الخمسين هذه المرة ممثلة من كل المجتمع وليس هناك فصيل مسيطر على الإطلاق لذا لن يتحكم فى قراراتها أى شخص أو أى فصيل وقلتها مرة ليتنا نخلع قبعاتنا ومناصبنا ونتجرد من انتماءاتنا من أجل الشعب لأننا ننوب عن تسعين مليون مواطن لابد أن نكون من النزاهة بألانبحث عن مصلحة مؤسساتنا التى ننتمى لها ولكن نبحث عن مصلحة مصر كلها وممكن بعضهم يريد أن يخلق شو إعلامى لأنه ربما يستعد لدخول الانتخابات البرلمانية وهذا ما لاحظته على ممثل الفلاحين الذى يطالب بأشياء ربما بها بعض المغالاة - هذا الدستور وحسب الإعلان الدستورى بعد ثورة يونيو يعد دستورا باطلا كيف يتم تعديله اليوم.

∎ قضايا مرفوعة ضده لإلغائه وإلغاء لجنة الخمسين فما تعليقك؟

- نحن فى صدد مطالبات يومية بإعلان دستورى جديد يعدل هذا الوضع ويعلن عن إنشاء دستور جديد وهذا الدستور به عدد كبير من المواد المستحدثة مثلا فى اللجنة الفرعية التى أنا بها هناك عدد من المواد الجديدة على سبيل المثال مادة تقول ينظم القانون العلاقة بين العمال وأصحاب الأعمال على أسس اقتصادية وأسس العدالة الاجتماعية ويكفل صحة العمال وتأمينهم والاهتمام بالحدين الأدنى والأقصى للرواتب وحق العامل فى الراحة الأسبوعية كل هذه الأمور لم تكن موجودة فى دستور 2012 وهناك مادة أخرى تشرف على مصالح العمال لجان دائمة لبحث مشاكل العمال من العمال وأصحاب العمل والقانونيين حتى تقوم هذه اللجنة بحل مشاكل العمال.

∎ كانت هناك مطالب لأن تكون لجنة الخمسين لجنة مائة وهناك اعتراض أن هذه اللجنة غير ممثلة كما يجب؟

- هناك لجنة اسمها لجنة مقابلة المجتمع وكل يوم تقابل كل أطياف المجتمع وهذه اللجنة تتنقل بين المحافظات وذهبت إلى أهالى النوبة وإلى جامعة أسيوط وكل مناقشاتنا فى لجنة الخمسين يتم إذاعتها على الهواء لأن من حق الناس معرفة كل شىء حتى عندما يذهبون للتصويت على الدستور يعرفون على ماذا يصوتون لأن الدستور كالصورة لابد من إشراك جميع أطياف المجتمع حتى لاتكون الصورة ناقصة!

∎ هل الرئيس عدلى منصور يحكم البلاد؟

- هو يدير البلاد ولايحكم وأعتقد أن الحكم اليوم موزع ما بين الرئاسة والحكومة والمؤسسة العسكرية وعامة الرئيس عدلى منصور ولأنه رجل قضاء تجده متأنيا ومتأخرا قليلا فى اتخاذ القرار!

∎ ألا تجد أنه من غير المعقول أن نجد عشرة شباب فقط فى لجنة الدستور والباقى من العواجيز وأغلب وزراء الحكومة من الكهول وفى الأصل من قام بالثورتين هم الشباب؟

- نحن لا نتحرك داخل لجنة الدستور إلا بجميع الآراء بما فيها آراء الشباب لذا نذهب إلى الجامعات وشباب زى الفل يحضر اللقاءات فى لجنة الدستور ويقدمون اقتراحات بالآلاف وكلها تدرس!

∎ كيف وجدت رد فعل الممثل عن حزب النور عندما رفض الوقوف حدادا على أرواح شهداء الشرطة؟

- بالطبع فعل غريب لايراعى مشاعر من حوله ثم النبى عليه السلام وقف فى جنازة يهودى وهو يرفض أن يقف حدادا على أخيه فى الإسلام أمر غريب وغير إنسانى!