قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والتربة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، خلال ندوة بعنوان "آفاق التعاون والتكامل بين دول حوض النيل" ضمن فعاليات الملتقى الثاني لشباب دول حوض النيل، إننا نأمل أن يكون نهر النيل خير تعاون، ويساهم في نهضة دول حوض النيل. وأضاف أنه النهر الأطول، ولكنه ليس الأكثر مياه، وتمنى أن يكون هناك مخطط مشترك لجميع دول المنابع لتطوير واستغلال هذه المياه، موضحًا أن 85% من نهر النيل يأتي من الحوض الشرقي (مصر، إثيوبيا، السودان)، وحوض الاستوائيات الكبرى يضم ست دول يأتي منها 15%. وأكد على أن 86% من زراعات العالم قائمة على الزراعات المطرية، وكل ما نستورده من قمح وذرة ناتج زراعات مطرية، ولكننا نحتاج لتطويرها واستغلالها. وأكد نورالدين على أنمصر هي ثاني أكبر دولة مستوردة للذرة وسابع أكبر دول مستوردة للزيوت في العالم والفجوة الغذائية في الدول الإفريقية تصل إلى 60%، نستطيع أن نتعاون لإنتاج الحاصلات التي نستوردها، ويجب أن نتكامل مع تنزانياوأوغندا وروندا وبورندي وباقي دول حوض النيل. وتطرق نور الدين بعد ذلك للتحدث على فاقد المياه، وكيف أن هذا يُعد إهدارًا كبيرًا، وتحدث عن الفاقد في بحيرة "كايوجا" في أوغندا والذي يبلغ 30 مليار متر مكعب من المياه، وجنوب السودان تفقد من مياه نهر النيل 40 مليار متر مكعب، وبحيرة ألبرت تفقد 20 مليار. وفي إطار إقامة السدود أكد نور الدين على أن مصر لا تمانع على الإطلاق من إقامة أي سدود، ولكن بتحفظ، وهو ألا تقل نسبة المياه الخاصة بمصر، مضيفًا أننا نريد أن تحصل إثيوبيا على الكهرباء اللازمة لها، ولكن بشرط ألا يؤثر هذا على نسبة المياه الخاصة بمصر. وأوضح أننا دولة صحراوية نعيش على 5% من مساحة مصر، وإثيوبيا لديها حتى الآن 13 سدًا، والنيل الأزرق يصنف عالميًا على أنه آخر نهر يسمح بإقامة سدود؛ لأنه يحمل 245 مليون طن طمي، وهذه الكمية على مساحة السد ستردم السد كاملاً في أقل من 50 عامًا، وستقل كفاءة الكهرباء بنسبة 25% كل عشرة سنوات . واختتمت فعاليات الندوة بالتأكيد على ضرورة التعاون والتكامل بين جميع دول حوض النيل من أجل استعادة إفريقيا لدورها الريادي في المنطقة.