أشاد أزهريون وإسلاميون، بالتحرك الرسمي والشعبي بنيوزيلندا للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي شملت رفع الأذان بالتلفزيون الرسمي وبث شعائر صلاة الجمعة وارتداء رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن الحجاب. وقال الشيخ أحمد تركي، من علماء الأزهر الشريف: "المسلمون في نيوزلندا جزء من النسيج المجتمعي بالدولة هناك، وما حدث من قبل العنصر المتطرف خلال الجمعة الماضية كان له أثر معاكس لما أراده، إذ رفع الآذان وبثت صلاة الجمعة علي الهواء لأول مرة في دولة أوروبية، ما يؤكد قول الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)". وحيا تركي جهود المؤسسات الدينية في التصدي لظاهرة الإسلام فوبيا، وعلي رأسهم مشيخة الأزهر الشريف، فالفارق بين ما حدث في الدنمارك منذ سنوات وردود الفعل اليوم، يؤكد أن هناك جهود جبارة وعظيمة في التصدي لفكر المتطرفين والعنصرين، وذلك تحت رعاية الدولة المصرية. وقال حسن محمد مدير مرصد الإسلاموفوبيا، إن الغالبية العظمى من الشعوب الأوروبية تدرك أهمية التعايش والسلم المجتمعي كأحد ركائز وأسس المجتمعات الأوروبية المعاصرة القائمة على التنوع وضمان الحريات العامة للجميع دون تفرقة على أساس اللون أو الجنس أو الدين؛ حفاظًا على النسيج المجتمعي داخل أوروبا، داعيا لإعداد برنامج مستديم لمكافحة الفكر المتطرف للجماعات اليمينية الإرهابية وخطابها المنحرف. وقال الشيخ محمد البسطويسي، من علماء وزارة الأوقاف: "ما شهدته نيوزيلندا رسالة لجماعات الارهاب المتطرف سواء من اصحاب الرايات السوداء أو جماعات العنصرية والتطرف بأن الحادث لن يستغل للأسوأ، فالله خير الماكرين حقاً، وانقلب السحر على الساحر، فالدول الإسلامية لم ترد على تلك الإهانات التي حدثت في المجذرتين، والذي تكفلت به عنها رئيسة وزراء نيوزيلندا بارتداء الحجاب، للتأكيد على أن الإسلام دين السماحة والوسطية، فرسائل الدولة النيوزيلندية أمس بمثابة اعتذار رسمي للمسلمين". وقال الشيخ علي محمد الأزهري، عضو هيئة تدريس الأزهر، إن الخطاب الإنساني يحتاج إليه العالم بأكمله اليوم، فالعدل هو طريق الخير، وقبول الآخر هو الخطاب المعول عليه لحماية الإنسانية، وهذا الأمر قامت به دولة نيوزيلندا فما شهدناه كان عملًا يحقق العدل بين الشعب كله، وأسعد البشرية كلها من إقامة شعائر الصلاة برفع الآذان في التليفزيون الرسمي للدولة ومن قبل ذلك افتتاح البرلمان بآيات القرآن، يؤكد هذا على الإنسانية التي تنبع من داخل الدول، فالشعوب كلها في حاجة لخطاب يسع الآخر، في حاجة للتعايش السلمي، وهذا ما دعانا له الإسلام، فنري في القرآن الكريم أن الله تعالى وصف الكفر بالدين فقال لكم دينكم ولي دين، ورأينا أن سيدنا عمرو بن العاص لما دخل لمصر وجد أن المسيحيين في حرب فيما بينهم وقد فر الأنبا بنيامين واحتفى في كهف من كهوف العريش فأرسل إليه وأمنه ورد عليه الكنائس. وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: "المبادرة النيوزيلنية لاقت ردود فعل إيجابية واسعة عبر العالم كله، وهي بمثابة التئام جراح للمجتمع المسلم، وتصدي لدعوات داعش والقاعدة للتجنيد لمواجهة الخطر علي الاسلام، كذلك تعزيز مفهوم التعايش والتسامح في نيوزيلندا وعلي المؤسسات الدينية تكثيف تحركاتهاالتعريف بصحيح الدين ودفع بعض الظلم الذي وقع على الإسلام والمسلمين". بدوره، قال مرصد الأزهر، في تقرير له، إن حوادث اضطهاد فردية تعرض لها مسلمو نيوزيلندا، إلا أن الحكومة النيوزلندية لم تتركها تمر دون محاسبة، ولعل أبرز ما شهدته الأوساط الإسلامية في نيوزيلندا خلال عام 2013، كان تصريحات مسيئة بحق المسلمين، أطلقها عضو البرلمان، "ريتشار بروسر"، وصف خلاله الشباب المسلم بالإرهابيين، حيث دعا المرصد لضرورة التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا التي هي الأكثر دموية ووحشية من جماعات الإرهاب.