اعتبر وزير الخارجية النرويجي بورج برندي أمس، أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان الذي كان يفترض تطبيقه منذ يومين "هش للغاية"، وقال الوزير الذي يزور الخرطوم إن "وقف إطلاق النار هش للغاية"، وذلك بعد أن تبادلت الحكومة في جنوب السودان والمتمردون الاتهامات أمس بانتهاكه، وأضاف الوزير "أنا قلق بالتأكيد واعتقد أن ذلك يعني أن علينا أن نضع أدوات المراقبة والتحقق الصالحة بهدف التمكن فعلا من تحديد مدى احترام وقف إطلاق النار". والنرويج مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا، هي راعية اتفاق السلام الذي أُبرم عام 2005 ووضع حدا لأكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية في السودان، وأدى إلى انفصال جنوب السودان عن الشمال ونيله استقلاله في يوليو 2011. ومنذ ذلك الوقت، واصلت "الترويكا" العمل من أجل السلام والتنمية في السودان وجنوب السودان، وخصوصا عبر دعم مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا التي تضم دولا في شرق إفريقيا، وترمي إلى وضع حد لأسابيع من النزاع في جنوب السودان، وجنوب السودان يشهد منذ 15 ديسمبر معارك بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير وقوات موالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار الذي أُقيل من منصبه في يوليو، وأوقع النزاع آلاف القتلى وحوالي 700 ألف نازح في هذا البلد. وبعد ثلاثة أسابيع من المحادثات الشاقة في أديس أبابا بوساطة "إيجاد"، وقع الطرفان أخيرا الخميس الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار كان يفترض أن يدخل حيز التطبيق، واعتبر برندي أمس أن "السودان يضطلع بدور بناء عبر إيجاد"، ورأى أن "عودة" جنوب السودان "إلى السكة" أمر ممكن إذا تم احترام وقف إطلاق النار وأفرج عن 11 شخصا قريبين من رياك مشار كانوا اعتقلوا في بداية المعارك، وتم التوصل إلى "تسوية متينة" تمهد لحكومة ائتلافية. وتدارك الوزير النرويجي بعد لقائه نظيره السوداني أحمد كرتي ونائب الرئيس بكري حسن صالح ووزير النفط مكاوي محمد عوض ومسؤولين في الأممالمتحدة والمجتمع المدني "لكنني اعتقد أن علينا أن نكون واقعيين لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".