يتفرغ الرجل للخطاب بعد الصلاة، يطلق يديه بالترهيب والوعيد لكل من يعرقل مسيرة دولته، صوته يجلجل ويهز أرجاء المسجد، وإلى جواره يقف أحدهم يحمل اثنين: عمامة على رأسه، وميكروفونا فى يده ليخطب فيه الرئيس مرسى. المشهد تكرر تقريبا فى كل المساجد التى صلى فيها الرئيس، ورغم اختلاف المكان وتغيير الموضوعات وتبديل الأشخاص، فإن طقوس الرئيس فى إلقاء الخطاب واحدة، لم يمسك الرئيس الميكروفون فى يده فى أى من خطبه التى ألقاها، بل يتولى أحد الموجودين هذه المهمة، ويصبح الأقرب للرئيس ولو مؤقتاً، فى مسجد عمر بن عبدالعزيز، المواجه لقصر الاتحادية، حمل خطيب وإمام المسجد الميكروفون إلى جوار الرئيس وهو يتحدث، أما فى مسجد «الحمد» بالتجمع الخامس، فأمسك أحد المصلين «مايك» الرئيس أثناء كلمته. جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، نفيا وجود أعضاء منهما بين خادمى الرئيس فى صلاته وخطبه، واعتبرا الأمر من اختصاص الحراسة. يقول الدكتور مراد على، المستشار الإعلامى لحملة الدكتور مرسى: «معرفش مين اللى بيمسك له المايك، ممكن يكونوا تبع الحرس، ومؤكد أنهم ليسوا من الحزب أو الجماعة». يحيى حامد، أحد مساعدى مرسى، الذى رافقه فى كل جولاته الانتخابية وزياراته بعد الفوز، وكان ممسكا مايك الرئيس فوق منصة التحرير، رفض الإدلاء بتفاصيل حول القائمين بهذا العمل، قائلا: «دى حاجات شخصية ومش مسموح الكلام فيها، وأنا مش مصرح لى أتكلم». وقال الدكتور محمد عمارة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: «غالبا بيكونوا من الحراسة أو موظفى الخدمات العامة فى المساجد، زى حراسة الحرم بالظبط»، وأوضح أن حاملى الميكروفون للرئيس أو الشخصيات العامة فى المساجد إما من الخدمات العامة أو تأمين الحراسات الخاصة.