سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة «الماء المسموم» فى قرية «صنصفط» بالمنوفية الأهالى: حالات الإصابة تجاوزت 2000.. والمستشفيات لا تكفيهم والأزمة مستمرة منذ 3 سنوات والمسئولون لا يستجيبون لشكاوانا
شهدت محافظة المنوفية، فى ثانى أيام عيد الفطر المبارك، يوما مرعبا لن ينساه الجميع، بعدما أصيب عدد من أهالى قرية «صنصفط»، التابعة لمركز منوف، بالتسمم، بسبب تلوث مياه الشرب، وسيطر الخوف على المنايفة، الذين رفعوا شعار «ممنوع شرب المياه»، حيث أصيب بالتسمم عدد كبير من الأطفال، ولم تستوعبهم الوحدة الصحية فى القرية، فنقلوا إلى مستشفى منوف العام، ومستشفى الحميات. «الوطن» قضت ليلة التسمم الأولى وسط أهالى القرية، الذين هرع أغلبهم إلى المستشفيات للتأكد من سلامة أنفسهم، بعد وقوع الحالات الأولى، فيما سادت حالة من الحزن والارتباك فى القرية، وأكد الأهالى أن أعداد الإصابات بلغت إلى 2000 حالة، واتهموا المسئولين عن محطة المياه بالقرية بالتسبب فى الكارثة. أمام الوحدة الصحية فى قرية «صنصفط» شاهدت «الوطن» أعدادا كبيرة من الأهالى، مصابين وأقاربهم، الذين أكدوا أن كل بيت فى القرية به مصابون، وأن الحالات تتزايد. يقول إسلام محمد عبدالباقى، 17 سنة: «شعرت بمغص شديد وأصبت بقىء مستمر، والسبب أن محطة المياه فى القرية ملوثة والخزانات لا تنظف»، فيما يؤكد إسماعيل محمد، 30 سنة، أن مشكلة المياه مستمرة فى القرية منذ 3 سنوات، ويضيف: «اعتصمنا أمام المحافظة لحل المشكلة لكن دون جدوى». وكشف الأهالى أن مديرية الصحة لم ترسل عددا كافيا من الأطباء أو سيارات الإسعاف أو الأدوية للقرية، وأن هناك أطباء متطوعين، من القرية وقرى مجاورة، يعالجون المرضى، ويقول الدكتور أحمد ربيع، طبيب متطوع، إن الفيروس الذى أصاب الأهالى اسمه «باسيلرى ديزنترى»، وينتقل عن طريق الفم سواء بالأكل أو الشرب، وهو لا يعدى ولا ينتقل بالهواء، موضحاً أن درجة خطورته عادية حيث يسبب نزلة معوية، لكنه خطير على كبار السن ومن يعانون نقص المناعة، حيث يسبب لهم هبوطا شديدا فى الدورة الدموية والتهابا كبديا، ويقول الدكتور عزت رمزى، صاحب صيدلية بالقرية، إن لديه مشكلة فى الأدوية، «صرفت أكثر من 300 روشتة حتى الآن، ويتوافد على الصيدلية أعداد كبيرة رغم أن القرية بها نحو 7 صيدليات. فى الوقت نفسه، أصدرت محافظة المنوفية بياناً، قللت فيه من حجم الكارثة، وقالت فيه إن تسمم المياه مجرد «شائعات»، كما ادعت القبض على أحد مروجيها، وقال بيان المحافظة: «حقيقة ما حدث أنه فى حوالى الساعة 3 عصراً، يوم 20 أغسطس، أصيب بعض المواطنين بأعراض قىء وإسهال، وتوجهوا للوحدة الصحية، وبالكشف تبين أن الحالات بسيطة وتستجيب للعلاج، وصرف العلاج وانصرف المواطنون، إلا أنه تلاحظ ازدياد الأعداد بنفس الأعراض لتصل إلى حوالى 100 شخص تقريباً فى توقيتات مختلفة، فتم الدفع ب12 طبيباً من مختلف التخصصات، وكميات من الأدوية المختصة لعلاج هذه الأعراض، مع رفع درجات استعداد مستشفى حميات منوف، ومستشفى منوف العام، وكذلك المعامل المركزية بشبين الكوم». ويضيف البيان: «تم تكليف إدارة الطب الوقائى بدفع المراقبين الصحيين لأخذ عينات من مصادر المياه، وتم اكتشاف وجود محطة تحلية مياه بدون ترخيص خاصة بالمواطن عبدالله زكى، وجارٍ عرضه على النيابة، وأخذت عينة من هذه المحطة بواسطة الطب الوقائى، وأرسلت للمعامل المركزية لتحليلها، كما أخذت عينات من المرضى المترددين على مستشفى حميات منوف وأرسلت للمعامل المركزية بالقاهرة». من ناحيته، قلل المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، من الأزمة، وقال إن محطة المياه الخاصة بقرية «صنصفط» سليمة تماما، وما يقال مجرد شائعات خطط لها أعداء الثورة، وأمرت بضبط وإحضار كل من يذيع أو ينشر أى شائعات خاصة بتلوث المياه، خاصة ما نشر فى المساجد فى صلاه الفجر، وكذلك الميكروفونات التى تجوب مراكز وقرى المحافظة، وتطالب المواطنين بالحذر من شرب المياه». وأضاف المحافظ: «أخطرت بالحادثة أمس، وعدد حالات الإصابة 30 فقط تم إسعافها، والمسئولون فى شركة المياه أكدوا صلاحية المياه للشرب، خاصة أن داخل المحطات يوجد معامل للتأكد من سلامتها، ومع هذا سحبت عينة لتحليلها لكى يطمئن المواطنون»، وقال الدكتور أيمن عبدالمنعم، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، إن عدد الحالات التى دخلت المستشفيات الحكومية وصل إلى 40 حالة، رافضاً تحديد أسباب ما حدث لأهالى القرية، وما إن كانت الحالات بسبب التسمم من مياه الشرب أم لا، وأضاف: «تعاملنا مع الحالات على أنها تسمم، وطبقا لتعليمات المحافظ صرفنا العلاج مجانا، مع زيادة طاقم الأطباء والممرضات بالمستشفيات». من جهته، أرجع اللواء عاطف الهلالى، رئيس مدينة منوف، حالات التسمم إلى العادات الغذائية الخاطئة التى اعتاد أهالى القرية عليها مع حلول الأعياد، وأضاف أن المياه ليست لها علاقة بإصابة الأهالى بالتسمم»، فيما نفى اللواء محمد أبوالخير، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى فى المنوفية، أن يكون تسمم الأهالى بسبب مياه الشرب، وقال: «جميع العينات الدورية من المياه، التى كان آخرها منذ أيام قليلة، أكدت سلامتها وعدم وجود تلوث بها»، وأضاف: «نحن فى انتظار ما تسفر عنه تقارير مديرية الصحة».