تحاصر الأزمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ بداية ترشحه لمنصبه وحتى اليوم، ولا تنفك المشكلات تتبعه، فخلال الحملة الانتخابية دعا كبير مساعدي هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية مكتب التحقيقات الاتحادي للإفصاح عما يعرفه عن أي علاقات بين دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري حينذاك وروسيا، واتهم روبي موك مدير حملة كلينتون الانتخابية مكتب التحقيقات الاتحادي بعدم الإنصاف من خلال نشر تحقيق في ممارسات البريد الإلكتروني لكلينتون مع التزام الصمت بشأن المرشح الجمهوري. ووقتها، قالت مصادر مطلعة، إن مكتب التحقيقات الاتحادي فتح تحقيقًا أوليًا في الأشهر الأخيرة في مزاعم تشير إلى أن ترامب أو مساعديه ربما قاموا بمعاملات مثيرة للشكوك مع روس أو شركات روسية لكن المكتب لم يعثر على أدلة لفتح تحقيق كامل، ولم يناقش مكتب التحقيقات هذا التحقيق علنا.
الاتهامات بالتحرش الجنسي وعقب انتخاب ترامب كشفت ممثلة أفلام إباحية، تدعى ستورمي دانيالز، أنها كانت على علاقة عابرة مع ترامب، قبل نحو 10 سنوات، وأنها كتبت مذكراتها الشخصية، وروت فيها تفاصيل معاركها القانونية القائمة مع ترامب. وقالت "دانيالز" لشبكة "إيه بي سي"، إنها كتبت عن عملها وعن مقاضاة ترامب، وتستهدف الدعوى القضائية التي أقامتها إبطال اتفاق لعدم إفشاء الأسرار، وقعت عليه قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ويلزمها بالصمت بشأن ما وصفتها بأنها علاقة "حميمية" جمعتها بترامب. ومن جانبه، نفى ترامب إقامة علاقة مع "دانيالز"، وعقب ذلك، كشفت عارضة أزياء سابقة بمجلة "بلاي بوي" تدعى كارين ماكدوجال، في لقاء مصور لها مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن ترامب حاول أن يدفع لها المال، مقابل علاقته الجنسية معها. وأشارت إلى أن علاقتها بدونالد ترامب، استمرت مدة 10 أشهر، واعتذرت ماكدوجال خلال لقائها، لميلانيا ترامب، زوجة ترامب، عن علاقتها به، وأكدت لها بأنها لن ترغب في قبول هذا الوضع، لو كانت في محلها. كما أقامت متسابقة في برنامج تلفزيون الواقع الخاص ب الرئيس الأمريكي "ذا أبرينتيس" دعوى تشهير وتشوية السمعة ضد ترامب، ووجهت له الاتهام، بالتحرش الجنسي بعد ظهور شريط مصور لترامب وهو يدلي خلاله بتصريحات بذيئة ظهرت خلال حملته الانتخابية. وكانت "زيرفوس" أكدت أن ترامب استغل حاجتها لفرضة عمل بعد خروجها من المسابقة في العام 2007، وذهبت للقائه في أحد الفنادق ظنا منها أنها مقابلة رسمية لفرصة عمل، لكن ترامب فاجأها بالقيام بأفعال شائنة وغير مقبولة.
التدخل الروسي في الانتخابات في 7 أكتوبر 2016، ذكرت وزارة الدفاع الوطني ووزارة الأمن الداخلي أن وكالة مجتمع الاستخبارات الأمريكية كانت متأكدة تماماً من أن الحكومة الروسية قد أدارت عمليات قرصنة للرسائل الإلكترونية بقصد التدخل في سير الانتخابات الأمريكية، ووفقا لتقرير "أوندي" في 6 يناير 2017، فإن المخابرات العسكرية الروسية اخترقت خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية وحساب البريد الإلكتروني الشخصي لمدير حملة كلينتون جون بوديستا وإحالة محتوياتها إلى ويكيليكس. رغم أن المسؤولين الروس كانوا نفوا تورطهم في أي اختراقات أو تسريبات، إلا أن هناك أدلة شرعية قوية تفيد بأن عملية اختراق (DNC( مرتبطة بعمليات روسية معروفة. ففي يناير 2017، شهد مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر أن روسيا تدخلت أيضا في الانتخابات من خلال نشر الأخبار المزيفة التي تم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقابل المستشار الخاص المكلف بإدارة التحقيق، روبرت مولر شخصًا واحدًا على الأقل من من شركة فيسبوك، كان له صلة بحملة ترامب الانتخابية، في إطار التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن جانبه، صرح مؤسس موقع "فيس بوك" مارك زوكربرج بأن لديه أدلة واضحة على تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال زوكربرج في مقابلة مع قناة "سي أن بي سي": "الأدلة التي رأيناها واضحة تماما، والروس بالفعل حاولوا التدخل في الانتخابات، وهذه أمور واقعية ولم يفتعلها أحد". وأضاف "زوكربرج" أن مجموعة من الهاكرز، ادعى أنها مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية، حاولت اختراق صفحات المستخدمين على "فيس بوك" في منتصف عام 2015، وفي فترة الحملة الانتخابية الأمريكية في عام 2016 حاولت أيضا اختراق صفحات تابعة لحملتي الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، على حد قوله. كما اتهم "الهاكرز الروس" من المجموعة المذكورة ووكالة أبحاث الإنترنت الروسية بإنشاء صفحات مزيفة على "فيس بوك" لنشر منشورات وتعليقات كاذبة ومثيرة للجدل. وأضاف أن "فيس بوك" أبلغت مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بما تم رصده، حسب قوله. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية السبت أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" ووزارة العدل الأمريكية، سعوا للحصول على معلومات من شخصيات روسية نافذة حول قضية التدخل الروسي في انتخابات 2016. وذكرت الصحيفة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" ووزارة العدل الأمريكية حاولا بين العامين 2014 و2016، جعل الملياردير الروسي القريب من الكرملين أوليج ديريباسكا مخبرا يعمل لحساب واشنطن. وقالت الصحيفة الأمريكية نقلا عن شركاء لديريباسكا إن الأمريكيين سعوا خصوصا إلى الحصول على معلومات عن التدخل الروسي في انتخابات 2016 الرئاسية، وعن احتمال حصول تواطؤ بين فريق حملة دونالد ترامب وموسكو. وفي هذا السياق، التقى عناصر في "الإف بي آي"، أوليج ديريباسكا في نيويورك لسؤاله عما إذا كان بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب، والذي أدانه القضاء الأمريكي بالتهرب الضريبي والمصرفي، قد عمل كوسيط بين الكرملين وأوساط ترامب. وفي مقابل هذه المعلومات، كانت السلطات الأمريكية مستعدة لمساعدة ديريباسكا في معالجة مشاكله القضائية والإدارية في الولاياتالمتحدة، حيث كان قطب تجارة المعادن المقرب من بوتين والذي يوصف بأنه يعمل لصالح الحكومة الروسية، من الشخصيات التي فرضت عليها واشنطن في 6 أبريل عقوبات بتهمة دعم جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ل "تقويض الديمقراطية في بلدان غربية". وأضافت "نيويورك تايمز"، أن واشنطن حاولت التقرب أيضا من ستة رجال أعمال روس نافذين لكنها لم تنجح. وبعد أن ضاق "ترامب" ذرعا بالتحقيق في هذه القضيىة طلب من وزيره للعدل جيف سيشنز وضع حد للتحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وبعد أن اعتبر أن التحقيق يصطدم بتعارض مصالح لدى المدعي الخاص روبرت مولر، كما يتلاعب به خصومه السياسيون، طلب دونالد ترامب في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر" من وزير العدل "وقف حملة الملاحقات المزيفة هذه حالا، قبل أن تلطخ بلادنا أكثر". ومهمة مولر هي التحقيق في تواطؤ محتمل بين موسكو وفريق ترامب الانتخابي في2016.
أزمة محاميه السابق مايكل كوهين وتفجرت أزمة بطلها محامي "ترامب" السابق مايكل كوهين عندما أقر بالكذب خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ فيما يتعلق بالتحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وقال إنه أدلى بتلك الشهادة بدافع "الولاء للرئيس". ويأمل "كوهين"، الملاحق بتهم جنائية، بتخفيف الحكم بحقه مقابل مواصلة التعاون مع تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر. وأقر مايكل كوهين، بذنبه بأنه أدلى بإفادة كاذبة أمام مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع حول اتصالاته بروسيا. واعترف المحامي السابق بدفع مبالغ مالية بشكل سري لإسكات نساء زعمن أنهن أقمن علاقات مع ترامب، كما أقر بالذنب أمام محكمة اتحادية في مانهاتن بتهمة الإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونجرس في إطار تحقيقه بشأن ما إذا كانت حملة ترامب عملت مع روسيا للتأثير على نتيجة الانتخابات، وقال كوهين خلال الجلسة إنه قدم بيانا مكتوبا كاذبا بشأن مشروع عقاري لمنظمة تابعة لترامب في موسكو. وقال "كوهين" في المحكمة إنه أدلى بهذه التصريحات بحيث تكون متسقة مع موقف ترامب وبدافع الولاء للرئيس.
الإغلاق الحكومي: أصبح الإغلاق الجزئي الحكومي الحالي في الولاياتالمتحدة هو الأطول في التاريخ، في ظل الأزمة السياسية بين "ترامب" والكونجرس بشأن تمويل الجدار الحدودي الذي اقترح "ترامب" إقامته على الحدود مع المكسيك، حيث "ترامب" الموافقة على الميزانية، ما لم تتضمن تمويلا لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، ورفض المشرعون الديمقراطيون طلب ترامب، بتوفير 5.7 مليار دولار، لتمويل الجدار، ما نتج عنه تعطل حوالي ربع المؤسسات الحكومية الفيدرالية عن العمل، إلى أن يتم إقرار الميزانية، الأمر الذي يجعل نحو 800 ألف موظف لا يتقاضون رواتبهم، ثم وافق "ترامب" على فتح مكاتب الحكومة مؤقتا، وعندما لم يتم التوصل لاتفاق، نفذ تهديده بإعلان حالة الطوارئ الوطنية، بهدف تخطي الكونجرس، والحصول على الأموال، التي يحتاجها الجدار الذي كان أحد أبرز تعهدات ترامب، خلال حملته الانتخابية، ووصف ترامب إعلان حالة الطوارئ بأنه "مخرج سهل"، لكن الديمقراطيين يعتزمون اتخاذ تحركات قانونية بسبب تلك الخطوة من جانبها، أكدت شبكة أخبار "سي إن إن"، أن ترامب يواجه تحديات كبرى، أبرزها الحرب التجارية مع الصين والتي ستحدد بشكل كبير شكل العالم خلال الأعوام المقبلة، كما أوضحت أن رسالة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلى ترامب تقدم وعدًا بعقد قمة ثانية مع الرئيس الأمريكي، أو تدهورًا خطيرًا في العلاقات، ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي خلق خصومه مع البنتاجون، بعدما فقد وزير دفاعه، جيمس ماتيس، نتيجة لإعلانه المفاجئ الانسحاب من سوريا. وأكدت أنه من بين التحديات التي تواجه ترامب، تقلبات سوق الأسهم الأخيرة، والتي تعطي نذير شؤم لفترته الرئاسية، وتطيح بأحلامه للفترة القادمة.كما أوضحت أن الأغلبية الجديدة للديمقراطيين في الكونجرس، ستجعل من الصعب على ترامب أن يحاول إضفاء الصيغة التشريعية والقانونية، لأن رئيسة مجلس الشيوخ نانسي بيلوسي ستواجهه بكل حزم.