صديقي عم مجاهد.. لقد قررت أمس الابتعاد عن السياسة البغيضة قليلا والانصراف إلى الدنُيا بدون أن أبالي بشيء فيه حرف "السين" ده خالص.. وفعلاً انصرفت إلى متابعة التليفزيون ووجدت كنزا لا يمكن أن أضيّعه من يدي.. وجدت برنامج "العلم والإيمان" للأسطورة الدكتور مصطفى محمود- رحمه الله- وكان يتحدث عن رحلته مع الإلحاد.. شدني الموضوع وخاصة موضوع الإلحاد في عصرنا هذا أصبح شيئًا Mainstream يا عم مجاهد والله.. المهم المفكر المبدع تكلم عن رحلته مع الإلحاد وتعمقه في العلم الذي أدى إلى مرحلة تشتيت فكري فضلّ الطريق ثم قال إن تعمقه أكثر في العلم هداه إلى الحقيقة الوحيدة وهي الإيمان. الجدير بالذكر أنك يا صديقي إن بحثت في تاريخ أي شخصية معروفة أنكرت وجود الله وزرعت إلحادًا ككارل ماركس وشوبنهور ولينين وفريدريك نشتيه وبرتراند راسل وغيرهم.. ستجد أن كل شخصية لم تهنأ براحة البال و لا السعادة.. ومعظمهم عانى من ضيقات شديدة أثرت في شخصيته فدفعته للإلحاد.. ثم دخل في صراع العلم ينفي الإيمان.. ولكن من تعمّق كثيرا في علمه كهذا النابغة مصطفى محمود.. توصل إلى أنه لا راحة بدون الله وأن العلم هو الطريق الأوحد للإيمان. أخيرًا.. انتهى البرنامج وشاهدت بالصدفة على ناشيونال جيوجرافيك رحلة تطور ونمو دُب الكوالا.. الموضوع مشوّق جدا يا عم مجاهد.. وتوصلت في النهاية إلى أن مشاهدة هذه القناة مجرد ساعة يوميا أقوى من ألف درس ديني أو وعظة أو خطبة.. إنها جرعة مكثفة مرئية من قدرة وعظمة وحكمة القدير. سلامي وتحياتي يا صديقي.