تجمعنا فى بيت أمي، أنا وأختى وخالتى، لنذهب فى رحلة إلى المدرسة القريبة من بيت والدتى فى حى السيدة زينب، بالرغم من أن العنوان فى بطاقتى فيصل الجيزة، لكن يبدوا أنهن قررن التجمع في بيت العائلة أولا. ذهبنا عند الرابعة عصرا، وهنا أول ما أن وصلنا قالت أمى للضابط: ابنتى تسكن بعيدا ولديها رضيع وأختى لديها أربعة من التوئم، وهذا حقيقى للعلم، من فضلك يا ابنى دخلهم الأول، وبصرف النظر عن وسامة الضابط وأدبه واحترامه وأن أختى بدأت تنهار عاطفيا كالعادة، إلا أن الضابط قال لها: يا أمى الطابور ماشى بسرعة، كان يضحك ووجهه مشرق، وجاءت سيدة تخطت الخمسين من عمرها لتدخل اللجنة وبعفوية كاملة بدأت تدعى للظابط والسيسى، وهنا ضحك الضابط ضحكة عبرت عن حبه للقائد السيسى، ودخلت السيدة ونحن معها للجنة الانتخابية، وصوتنا فى سهولة لم أرها من قبل، لكن أختى لم تدل بصوتها نظرا لأن بطاقتها مسروقة فى حادثة سرقة بالإكراه فى شارع عمومى مزدحم، الحمد لله طبعا أنها لسة سليمة، وقالت أمى للمستشارة، التى كانت تجلس كرئيسة للجنة، لكنها أصرت أن هذا مناف للقواعد، وخرجت أختى تجر أذيال الحسرة لأنها مش هتغرق صباعها بالحبر، بخاصة أن هذه المرة اللون جميل وكيوت. وفى عودتنا للبيت مررنا على مدرسة أخرى، وكان التعليق منا جميعا "الضابط اللى هنا احلى شوية" وضحكنا وعدت إلى بيتى، وإلى ابنى الذى أخذ ينظر إلى أصبعى باستغراب.