في شارع يمتلئ بأصوات الباعة الجائلين، ارتفع صوته "افرحوا يا ناس قلنا (نعم للدستور)، و(السيسي) هيبقى رئيسي"، صوته القوي بدأ يلفت أنظار الجميع وسط أمواج الفرحة ليلة أمس الأول بشارع الأزهر، رقص محمد علي، وهو يجلس على عربة رزقه "اللب والسوداني"، عقب إعلان نتيجة الاستفتاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة العليا للانتخابات وأقرت فيه الدستور بنسبة 98.1%. على كرسي بلاستيكي، يجلس الرجل الخمسيني، ويديه تتراقص يمينًا ويسارًا مرددًا هتافات "اترشح يا سيسي.. إنت رئيسي"، رافعًا يديه بالدعوات إلى السماء: "ربنا يقوي جيشنا ويحميه.. حاربت في 73 وعارف قد إيه هما بيحبوا مصر.. و(السيسي) ربنا بعتوا لينا عشان نعرف نلاقي اللقمة في الزمن اللي بقينا فيه ده". لم تكن أول مرة ل"عم محمد" أن يعبر عن حبه للفريق أول عبد الفتاح السيسي، هتف مرارًا وتكرارًا، ولكن في كل مرة كان الأمر مختلف، "من أول ما مسك الجيش أيام مرسي وأنا واخد بالي منه، وكنت لما بنزل التحرير مع عيالي في ثورة 30 يونيو بهتف ل(السيسي)، وقولت إنه هيخلصنا من غمة الإخوان". محمد كغيره، مارس دوره في الحشد للدستور، بدعوة أهالي منطقته للمشاركة: "في الأزهر في عيال من الإخوان بيلعبوا بدماغ الشباب، ووقت الاستفتاء كل اللي يشتري من عندي أو يقف جنب العربية أقول له لازم تقول (نعم للدستور)"، مؤكدًا: "(السيسي) يستاهل أكتر من كده، ده أنا قدام لجنتي فضلت شايل صورته على إيدي أكتر من 5 ساعات، عشان أغيظ الإخوان وأقولهم إننا مابنخفش، ومش عشان قتلتوا سواق التاكسي اللي كان معلق صورة (السيسي) هنخاف ومش هنشيل صورته".