"مش عارفة انقذ بنتي من إيديهم"، بكلمات تلخّص كل معاني "قلة الحيلة"، صرخت إحدى السيدات في محطة مترو "العتبة"، بعدما حاولت الخروج من عربة المترو، عصر ثاني أيام العيد، ومنعها تزاحم مجموعة من الشباب انقضوا على عربة السيدات، مما أفقد السيدة توازنها، ومن ثم أفقدها ابنتها الشابة وسط الزحام. وقالت الأم ل"الوطن"، بغضب مكتوم، لابد من وقفة مع هؤلاء المجرمين، الذين زاد عددهم في الفترة الأخيرة، خصوصا في مواسم الأعياد، يهاجمون السيدات والفتيات دون مراعاة للسن أو الأخلاق، بألفاظ خادشة للحياء، إلى أن يتطور الأمر إلى "مد أيديهم عل جسد أي الفتاة". وفي جولة ل"الوطن" داخل عربات السيدات، وجدت عددا من الشباب، تتراوح أعمارهم بين 16 و 20 عاماً، يتجولون بحرية وسط الزحام و يتحرشون بالفتيات، ويردون على أي سؤال مصبوغ باللوم، بكلمات مكررة "هما اللي بيجيبوه لنفسهم ويلبسوا حاجات خارجة، واحنا بنركب عربيات الستات لأنهم بيركبوا عربيات الرجالة". ودون مبالغة، وصف أحدهم محطة مترو "السادات" على سبيل المثال، بأنها أصبحت مثل السيرك، لافتا إلى أن مجموعات من الشباب "المراهق" تمارس ألعاباً بهلوانية على رصيف المحطة، للفت أنظار الفتيات ونيل إعجابهم. وفي وسط الشحاذين المنتشرين بالمحطة، والصبية الجالسين على رصيفها، تجد مشرف المحطة، يقف متوتراً، يلاحق الأطفال الصغار الذين يلقوا بزجاجات المياه على قضيب القطار، خائفاً من حدوث "مصيبة" لأحد الركاب بسبب الفوضى. وبالاقتراب منه، والحديث معه، قال إن "هذه مسؤولية الأمن الذي اختفى تقريبا منذ قيام الثورة، لينتشر البلطجية والشحاذين والشباب المتهور الذي يتحرش بالفتيات على رصيف المحطة بشكل يومي، خصوصا في أيام العيد، التي تستدعي تكثيف التواجد الأمن".