عادت الشاشة الصغيرة للبيت المصري، خلال العامين الماضيين وتحديدا بعد إنتاج مسلسلات على غرار "أبو العروسة" و"سابع جار"، لا سيما وأنها نجحت في نقل صورة تشبه واقع المشاهد، ويجسدها ويؤدي بطولتها وجوه لا تختلف عنه يصادفها يوميا في المنزل أو الحي أو العمل. وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن السنوات الأخيرة شهدت حالة من الفوضى في بعض الأعمال الدرامية التي انتشرت خلالها ألفاظ خادشة للحياء، لا سيما في مسلسلات شهر رمضان. وأضافت أستاذة علم الاجتماع ل"الوطن": "المشاهد المصري وجد ضالته في المسلسلات ذات البعد الاجتماعي، والتي أعادت به الأذهان لحقبة الثمانينيات والتسعينيات مثل الشهد والدموع وليالي الحلمية وخالتي صفية والدير والمال والبنون وأرابيسك، والآن أعادت بعض المسلسلات المشاهد للتليفزيون المصري مثل سابع جار وأبو العروسة والأب الروحي". وتابعت: "المشاهد المصري شعر بالانزعاج من المسلسلات التركية، والمسلسلات التي تروج لمشاهد العنف وتعكس صورة سيئة عن المجتمع المصري، حيث إنه وجد حنينا للدراما القديمة، وهذا ما ظهر جليا في متابعة الشباب المصري للدراما في فترات الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية على شبكة الإنترنت، وعادت الأسرة المصرية للتجمع من أجل مشاهدة مسلسلات خالية من الألفاظ النابية". وأشارت الدكتورة سامية خضر، إلى أن المواطن المصري بحاجة شديدة إلى مسلسلات اجتماعية لمؤلفين بحجم الكاتب الراحل أسامة انور عكاشة، وجلال عبدالقوي. أما الفنان الشاب محمود فارس، والمشارك في العديد من الأعمال الدرامية ذات البعد الاجتماعي، مثل يونس ولد فضة وطاقة نور والأب الروحي، قال إن الدراما الاجتماعية عادت على الساحة بقوة مرة أخرى نظرا لأن المشاهد يحبها، لا سيما وأنها تعود به لعصر الدراما المصرية التي تربى عليها قديما. وأضاف فارس ل"الوطن": "على سبيل المثال، منذ قليل كنت أشاهد الحلقة الأولى لمسلسل أهو ده اللي صار، وتعاملت معها كمشاهد عادي، فمتابع الدراما لا يشاهد نفس النوع طوال الوقت، ولم يحب أن تطول فترة مشاهد العنف والأكشن الذي اعتاد عليها خلال السنوات السابقة، فالدراما الاجتماعية مرتبطة بالمشاهد الذي يعشق السيناريو والأداء الذي يلمس واقعه".