تستهوينا الموضة في كل حاجة، خاصة لو جاية من الغرب، وإحنا بقى كشعب "مصري" بطبعه، عندنا هاجس إننا نقلد أوروبا في كل حاجة (إلا التقدم!)، فبقينا عاملين زي البغبغان بنقلد في حاجات تافهة من غير ما نفهم. غير التقليد، بناخد الحاجات الحلوة ونخليها موضة وتبقى mainstream بزيادة مش طبيعية، لدرجة إنها بعد كدة بتبقى سخيفة (زي البلاكبيري، وإنك تطقم لون الكافر بتاعه مع لبسك)، وكل من هب ودب بيتبعها من غير ما يفهم. كمصريين، لازم نحط التاتش بتاعنا في كل حاجة، ونخلي المسائل تتنيل أكتر ما هي متنيلة (زي ما خلينا الأصفر فوسفوري!): - التصوير الphotography: نفسك تبقى إيه لما تكبر يا حبيبي؟ – نفسي أبقى فوتوجرافر يا عمو – اشمعنى يا حبيبي؟ – مصر كلها بقت فوتوجرافر يا عمو، هي جت عليا يعني. - الmodeling: وهو المصور في مصر إيه غير كاميرا نيكون وكام model حلوين، وصفحة على الفيسبوك وشوية حاجات فوق بعض.. طول ما إنت ماشي في الشارع هتلاقي photo session، في الجنينة، في العربيات، على العربيات، في نص الطريق، في حارة مزنوقة.. لو اتنين وقعوا في بلاعة، بعديها بيوم هتلاقي ألبوم عالفيسبوك اسمه "فوتو سيشن في قاع مصر". - السوشي: العجيب في بعض المصريين إنهم يقرفوا جدًا من الفسيخ، بس لازم ياكلوا السوشي عادي (الموضة بتقول كده)، السوشي عبارة عن حاجة شبيهة بالفسيخ بس على أنضف شوية.. تاتارارا تاتا!. - ال D.J: لو واحد شغل أغنية من على موبايله في حفلة أو عيد ميلاد، وهيص بيها الناس شوية هيبقى D.J بعد كده. - الفيزون: وأخيرًا و ليس آخرًا.. الفيزون، للأسف أي بنت لابسة فيزون وماشية بيه في الشارع هتتعرض لكمية مضايقات وكلام ونظرات، والطبيعي إننا نطالب بحقوق المرأة والإنسان والمساواة بين الاتنين... قوم إيه المصريين ياخدوا معنى "المساواة" إلى مستوى آخر، فنصبح نلاقي تاني يوم الصبح الولاد بفيزون!. هو إحنا ليه بناخد الحاجة للدرجة الextreme كده؟ عادي.. عشان إحنا بقينا بنصنف الناس من المظهر، زي ما بنقول عالملتحي متدين (شعب متدين بطبعه)، وعالبنت المحجبة بس محترمة (شعب خلوق بطبعه)، فإحنا كمان بقينا نصنف اللي على موضة ب"نضيف" أو عنده "ذوق"، واللي مش عالموضة ب"معفن" أو "بيئة".. فطبيعي إن الناس تخاف لا تتحط تحت بند "البيئة". وبما إننا شعب extreme بطبعه، فالموضة مبقتش بس في الحاجات الفرعية زي اللبس والأكل، لأ دي كمان دخلت على كل تفاصيل حياتنا، وإحنا مش حاسين، زي التعليم مثلًا، عندنا الكليات "القمة" والكليات النص نص والكليات الأي كلام . - حبيبي أنا عايزاك تدخل طب - اشمعنى يا ماما - عشان تبقى دكتور قد الدنيا و"اتفشخر" بيك قدام أصحابي، وأغيظ عمتك نبوية إلهي يندب في عينيها رصاصة (الفشخرة جاية من الموضة.. آه والله) - بس أنا مش عايز طب - يبقى هندسة - ولا هندسة - يبقى سياسة واقتصاد، أهوه تبقى سفير ولا وزير خارجية.. وابني رايح الوزارة وابني جاي من الوزارة - ولا عايز ده - طب إعلام؟ مذيع وكده بقى - ماما أنا نفسي أدرس علم نفس وأبقى اخصائي اجتماعي -إيه الكلية ال"أي كلام" دي، يابني خليك "زي الناس"، وادخل كلية "معروفة" غير التعليم كمان، بقينا لما نيجي نتعرف عالناس، أول حاجة بنبص عليها هي اللبس والشكل، ونبتدي ناخد قرار إذا كان ينفع نبقى أصحاب ولا لأ، من قبل حتى ما نعرفهم: - بص بص، شوف الولد ده لابس إيه؟.. ده "معفن" أوي.. - لبسه كله من بولو ولا كوست، يبقى الواد ده "نضيف". (الماشيين على الموضة ليسوا أكثر منا استحمامًا) إحنا بنزنق نفسنا في كيان تحت بند الموضة عشان نرضي الناس (أو نتمنظر عليهم)، وبننسى نفكر إننا ممكن منرتحش في الكيان ده، أو ميكونش لايق علينا (زي الفيزون للولاد كده).. الموضة بتموت الاختلاف اللي فينا، مع إن تعريف الموضة، عزيزي القارئ في الأصل، يعني: المظهر اللي بيتبع شكل الإنسان وشخصيته وبيعبر عنه؟.. طب وعارف بقى إننا عكسنا التعريف وخليناها يعني: الإنسان اللي بيتبع المظهر اللي مش بيعبر عنه وعن شخصيته.. عشان تبقى عارف يعني!.