قال الدكتور بهاء الدين أبوشقة، نائب رئيس «الوفد»، إن الحزب يرفض المشاركة فى مليونية إسقاط الإخوان والمقرر لها 24 أغسطس الجارى، واصفاً إياها بالانقلاب على الديمقراطية، وأوضح أبوشقة فى حواره ل«الوطن»، أن مثل هذه الدعوات تعرقل عملية التحول الديمقراطى، مطالباً الجميع بالانتظار حتى انقضاء مهلة ال100 يوم على اعتبار أنه لا يمكن محاسبة الرئيس وجماعة الإخوان الآن. * بداية، لماذا رفضتم المشاركة فى فعاليات مليونية إسقاط الإخوان؟ - لأننا نرى أن مثل هذه الدعوات تمثل انقلابا على الديمقراطية التى صنعها صندوق الانتخابات؛ فالدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ونجح بانتخابات حرة نزيهة، ومن يريد تغييره عليه أن يسلك درب الانتخابات، ولا سبيل غير ذلك لإرساء مبدأ الديمقراطية واحترام إرادة الشعب. * البعض وصف الدعوة بأنها انقلاب على الشرعية، هل توافقهم الرأى؟ - بالطبع، وعلى الجميع تحديد ما إذا كان يرغب فى ترسيخ أسس الديمقراطية أم لا، ولا يعقل أن يخرج البعض اعتراضاً على سياسات رئيس الجمهورية، الذى لم يمضِ فى منصبه سوى بضعة أيام، وعلى الرغم من ذلك فإنى أؤكد أن حق التظاهر والاعتراض السلمى محفوظ للجميع، شرط عدم تعطيل مصالح الغير، سواء من خلال حوادث قطع الطرق أو أعمال العنف. * لكنهم يحاولون إبداء اعتراضهم على سياسات الرئيس منذ توليه الحكم، فما تعليقك؟ - لا يجب أن نتبع منطق المحاسبة بالقطعة، فالرئيس مرسى تسلم مصر ما بعد الثورة فى وضع سيئ، لا يمكن إصلاحه خلال أيام، وأعد برنامجاً زمنياً لإنجاز هذا الإصلاح، لذلك فعلى الجميع أن ينتظر حتى تنقضى مهلة ال100 يوم، قبل أن نبدأ سلسلة الاعتراضات. * ما تعليقكم على من يرفض موقفكم باعتباركم حزبا مدنيا عليه أن يشارك لإسقاط الدولة الدينية؟ - تقسيم مصر إلى دولة مدنية ودينية أمر مرفوض، وعلى الجميع أن ينتظر حتى تبوح المرحلة الجارية بأسرارها، ونحن أمام دستور يجرى إعداده الآن، وعلينا التركيز فيه؛ ليعبر عن مصر ما بعد الثورة على أسس مدنية، ولا يوجد دليل على سعى أى فصيل سياسى إلى تحويل مصر إلى دولة دينية، فلم يحدث حتى الآن أى مساس بمبادئ المواطنة ومدنية الدولة، وفى حال حدوث ذلك سيكون للقوى المدنية موقف حاد وصارم، وطالب حزب الوفد بالتمسك بوثيقة الأزهر والتحالف الديمقراطى وقبل الإخوان ذلك، الأمر الذى يعنى أنه لا داعى لتكرار مثل هذه الأفكار. * بعض القوى الحزبية أعلنت مشاركتها فى المليونية وعلى رأسها «التجمع»، ما تعليقك؟ - لا أرى مبرراً لذلك، ولكن كلٌّ له قناعاته وأهدافه التى يسعى لتحقيقها. * قلتَ: «من يريد إسقاط الإخوان، عليه أن يلجأ إلى صندوق الانتخابات»، هل تعتقد أن التيار المدنى قادر على ذلك؟ - هذا حديث سابق لأوانه، ولكن أعتقد أن المشهد السياسى تغير كثيراً فى الفترة السابقة، ويمكن بالفعل أن تحقق القوى المدنية تقدماً نسبياً عن الذى تحقق فى الانتخابات السابقة شريطة التنظيم الجيد والعمل الجاد والتنسيق بين الكتل المدنية المختلفة، وعلى الجميع أن يوجه اهتماماته لمعارك الصندوق. * هل تعتقد أن الدعوة بها نوع من «الشخصنة» بين الداعين وجماعة الإخوان؟ - من الممكن أن يكون الأمر كذلك؛ خصوصا أن تشبيهها بثورة أمر مغالط للواقع، فثورة 25 يناير عندما خرجت وتعاطف معها المصريون والقوى السياسية، كانت خروجاً على نظام فاسد دام 3 عقود متتالية وفشل فى تقديم أية خدمات للمواطنين، بعكس الوضع الحالى الذى ما زالت جماعة الإخوان تستطلع السلطة. * أخيراً، ما توقعاتك لتلك المليونية؟ - لا أعتقد أن تؤثر فى الحراك السياسى المصرى أو أن يكون لها أية دور، ولكنى أتخوف من حدوث أعمال عنف، فالفترة الحالية لا تتحمل مزيداً من التوترات بين أبناء المجتمع.