فرضت صونيا غاندي، رئيسة حزب المؤتمر الحاكم في الهند، اليوم، سلطتها برفضها تعيين نجلها راهول، مرشحا لمنصب رئيس الوزراء، ودعت حزبها إلى النضال من أجل وحدة الأمة. وقالت غاندي، في الجمعية التي ضمت آلافا من اعضاء الحزب، لقد اتخذنا قرارا أمس، في شأن "راهول" وهو قرار نهائي، مضيفا "نحن مجتمعون هنا لتوجيه رسالة واضحة مفادها أن المؤتمر مستعد وفي حالة استنفار. وبعد عشر سنوات عمليا في الحكم، تسجل شعبية حزب المؤتمر، تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي بعد أبرز أحزاب المعارضة، حزب "باراتيا جاناتا"، الحزب القومي الهندوسي. ويعاني الحزب من تآكل سلطته وتباطؤ الدورة الاقتصادية وتكاثر فضائح الفساد التي شوهت صورته. وقال رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينج، في وقت سابق أنه لن يترشح بعد ولايتين على رأس السلطة التنفيذية. وقد اختار حزب باراتيا جاناتا منذ سبتمبر، زعيمه المثير للجدال ناريندرا مودي، مرشحا لمنصب رئيس الوزراء. واتهم مودي لدوره في الاضطرابات الدينية في 2002 ، التي قتل خلالها ما بين 1000 إلى 2000 شخص، شكل المسلمون القسم الأكبر منهم. إلا أن القضاء لم يوجه إليه أي تهمة. ويقول المحللون: إن قرار حزب "باراتيا جاناتا"، يمكن أن يحد من الهامش المتاح له للمناورة خلال المفاوضات من أجل تشكيل تحالف بعد الانتخابات، وقد أرادت صونيا غاندي تجنب الوقوع في هذا الفخ. وتعتبر الصحافة، أن صونيا غاندي، لا تريد أن تعرض راهول غاندي، كثيرا للانتقادات ولا أن تضعف مستقبله السياسي إذا ما مني حزب المؤتمر بهزيمة قاسية. ووجهت صونيا غاندي، انتقادات في خطابها إلى زعيم حزب "باراتيا جاناتا"، متهمة إياه ضمنا بأنه عامل انقسام محتمل. وقالت زعيمة المؤتمر: إن الانتخابات ستكون معركة من أجل الحفاظ على تقليدنا العلماني العريق جدا، مضيفة أن الحملة ستكون معركة بين ايديولوجيات متنافسة ورؤى متناقضة للتاريخ ورؤية مختلفة للمستقبل، ستكون معركة من أجل الهند. واضافت رئيسة حزب المؤتمر الحاكم في الهند، أن الهند نسيج لا يمكن تقدير جماله إلا إذا كان موحدا، نسيج فريد أكبر بالتأكيد من جميع ابنائها، متهمة حزب "باراتيا جاناتا" بشده حتى تمزيقه. من جهته، أشار راهول غاندي- في كلمة أمام الناشطين- إلى تاريخ الهند الذي لعب حزبه خلاله دورا كبيرا في النضال من أجل الاستقلال، كضامن لوحدة الهند وتنوعها الديني والثقافي، مضيفا "المعارضة تقول أنها تريد الهند بلا حزب المؤتمر، لكنهم لا يعرفون تاريخ الهند. وأضاف راهول غاندي، أن المؤتمر فكرة وليس حزبا، فكرة وحدة وأخوة، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات ستشكل منعطفا في تاريخ البلاد. من جهته، اتهم الحزب القومي الهندوسي، حزب المؤتمر بالخوف لعدم تجرؤه على السماح ل"راهول"، غاندي بخوض مواجهة مع "ناريندرا مودي"، الذي بدأ بائع شاي وبات كبير وزراء ولاية "جوجارات"، إحدى أكثر المناطق حيوية في البلاد. وقال رافي شانكار براساد، أحد قادة حزب "باراتيا جاناتا"، لم يطرحوه مرشحا لمنصب رئيس الوزراء؛ لأنهم لو لم يفعلوا، لأجريت مقارنات وتحليلات، وتؤكد كل استطلاعات الرأي أن راهول غاندي، لا يؤيد المقارنة.