أكد خبراء وأكاديميون إعلاميون أن حجم المشاركة فى الاستفتاء على الدستور خلال اليومين الماضيين أكد للعالم أن 30 يونيو «ثورة شعبية» عكس ما كان يروج له أنصار جماعة الإخوان «الإرهابية»، كما أن الفارق الكبير بين نسب المشاركة فى الدستور الجديد و«دستور 2012»، يوضح الحجم الضئيل لكتلة الإخوان التصويتية والتى أصبح تأثيرها «صفر» فى مقابل إرادة الشعب. قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن مشهد الاستفتاء على الدستور خلال اليومين الماضيين يمثل «صفعة جديدة» على وجه الإخوان وحلفائهم فى الداخل والخارج، وهو تثبيت لدعائم ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وتعبير عن خارطة طريق للمستقبل وفتح صفحة جديدة فى تاريخ العمل الوطنى. وأضاف «العالم» أن نتائج الاستفتاء أوضحت المشاركة القوية التى تفوق ما حدث فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 19 مارس 2011، حيث كان قدر المشاركة به فى حدود 35%، كما تفوق ما حدث فى «دستور الإخوان الساقط» فى 2012. وأوضح أن الكتلة التصويتية للإخوان هى التى أعطت ل«محمد مرسى» فى جولته الانتخابية الأولى فرصة الوصول لمرحلة الإعادة، واتضح أنها لا تزيد على 5 ملايين صوت بأى حال من الأحوال، وبالتالى فإن هذه الكتلة يمكن هزيمتها بسهولة، وهو ما حدث بالفعل فى الاستفتاء على الدستور الجديد 2013، وأثبت الشعب المصرى قدرته على استرداد حقه من «جماعة إرهابية» كانت تريد العودة بنا مرة أخرى إلى عصر الديكتاتورية وما قبل 25 يناير. وعن ربط البعض بين خطاب «السيسى» الأخير وبين حجم المشاركة فى الاستفتاء على الدستور؛ قال «العالم»: «إن الذين ذهبوا إلى اللجان سواء أدلوا بنعم أو لا، وحتى الأصوات الباطلة، فكلهم مؤيدون لثورة 30 يوينو وخارطة الطريق، بهدف الحفاظ على روح الدولة المصرية والحفاظ على إرادة الشعب». من جانبها، أشادت الكاتبة سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة، بدور المرأة وتصدرها لطوابير الاستفتاء وما أضفته على المشهد من بهجة وروح وطنية شجعت الكثيرين على النزول والإدلاء بأصواتهم فى لجان الاقتراع، رغم ما كان يروج له عناصر جماعة الإخوان «الإرهابية» من أعمال شغب، ورغم ما شاهدناه من خروج عن الأمن فى بعض المناطق وأمام العديد من اللجان، موضحة أن هذا دليل على مدى نمو الوعى الثقافى والوطنى الذى بدا واضحاً على دور المرأة المصرية فى المشهد السياسى والاجتماعى. وأشارت «فؤاد» إلى أن الأرقام والنسب الأولية لنتائج الاستفتاء تؤكد للخارج والداخل على أن الشعب المصرى مؤيد لثورة 30 يونيو، وخرج ليحقق الخلاص من جماعة كادت أن تُحرّم عليه أنفاسه، موضحة أن نسبة المشاركة فى الاستفتاء ونسبة «نعم» للدستور تؤكد على أن «دستور الإخوان» فى 2012 شهد الكثير من التلاعب والابتزاز، وأن الكتلة التصويتية للإخوان الآن أصبحت «صفر» فى مقابل إرادة الشعب التى انتصرت فى النهاية. فيما أشار الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن نسب المشاركة فى الاستفتاء هو استطلاع رأى مباشر على الفريق أول عبدالفتاح السيسى؛ لأن نسبة كبيرة من المواطنين قرروا النزول استجابة لخطاب «السيسى» الأخير. كما أكد الدكتور على أبوبكر، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الكتلة التصويتية للإخوان ودعواتهم للمقاطعة لم تؤثر على نتائج الاستفتاء بشكل أو بآخر، لأن نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد كادت أن تصل إلى ضعف نتائج الاستفتاء على دستور الإخوان فى 2012، وهذا يدل على أن حجم وتأثير الإخوان أقل بكثير مما أعطوه لأنفسهم.