أكثر من أسبوع مر على أزمة كسر درج مكتب المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، انتظرت فيه أن يتحرك الاتحاد لاتخاذ موقف ضد أحمد مجاهد عضو المجلس المتسبب فى الأزمة، ولكن لا حس ولا خبر ونهاية كوميدية بقطع عيش موظف غلبان فى قطاع الأمن وكأنه الطرف الثالث المتسبب فى كل الأزمات داخل الجبلاية، أو كأننا أمام فيلم عربى يدرك الجميع أن البطل لن يموت مهما كان موجوداً وسط النيران أو أصابته كل أمراض الدنيا، والطبيعى هنا أن يكون البطل هو «مجاهد» الذى أشعر أحياناً أنه «ماسك ذلة» على كل عضو داخل اتحاد الكرة. الجميع داخل الاتحاد على علم بالسيناريو الذى تم من جانب عضو المجلس، وكيف حضر مساءً بصحبة أحد الموظفين داخل لجنة شئون اللاعبين؟، وكان هدفه محدداً بقيد اللاعب أحمد رؤوف، ولذا كسر تحت حراسة موظف الأمن المغلوب على أمره «رزة» الباب المخصص للمدير التنفيذى ثروت سويلم، ثم كسر درج المكتب للحصول على ختمه الذى يعد شرطاً لاعتماد بطاقة اللاعب الدولية واستخراج الكارنيه الخاص به، ولكن الكل أغمض عينيه، وجاء مجبراً على موظف غلبان ليفتدى «مجاهد» المختلف حسب معلوماتى مع أكثر من نصف أعضاء المجلس خلافاً جذرياً. الغريب فى تلك الأزمة أن الدنيا قامت فى البداية ولم تقعد، فرئيس الاتحاد طالب بالتحقيق، وبعض أعضاء المجلس طالبوا بإحالة الأمر إلى وزير الرياضة، رغم أنه قد يكون غير ذى صفة باعتباره شأناً داخلياً، لكن الدنيا التى قامت وتحولت سريعاً، فبات رئيس الاتحاد بقدرة قادر يدافع ويعتبره عملاً بطولياً، على اعتبار أن «مجاهد» لبى النداء وراعى مصلحة الأهلى وأن مصلحة الأندية تقتضى أن يضحى مسئولو الاتحاد ويسهروا على راحة الأندية، حتى لو اقتضى الأمر أن يتم فتح الاتحاد يومياً فى ساعات متأخرة، متناسياً أن لائحة القيد لا تجيز القيد بعد الثالثة عصراً، فيما تجاهل المدير التنفيذى السطو على مكتبه وحاول مجاملة العضو المذكور ب«الطناش» من باب «عد الجمايل». الأزمة من وجهة نظر المسئولين فى اتحاد الكرة انتهت، وقد يعود موظف الأمن قريباً لعمله، بعدما حققت المسرحية الهزلية نتيجتها، ولكن الموقف يعكس الانهيار الذى يعيشه اتحاد الكرة الذى يُفترض أن يكون أميناً على مصالح الأندية وأن يساوى بينها دون تمييز، وأسأل «مجاهد»: ماذا لو أراد نادٍ بالدرجة الأولى أو الثانية أو غيرهما، باستثناء نادى الحامول الذى تنتمى إليه، وليكن نادى ميت غمر أو زفتى أو نادى طهطا أو جرجا أن يقيد لاعباً؟ هل كنت لتتحرك رغم أنه فى النهاية كل نادٍ من تلك الأندية يمتلك صوتاً مماثلاً لصوت الأهلى أو الزمالك اللذين تسعى لخدمتهما باستمرار وتحطيم اللوائح لصالحهما؟ يا أعضاء الاتحاد الستر من عند الله لن يستمر كثيراً، وكثير من مجاملات اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات مر بسلام، لكنكم من الموعظة بعيدون، وانتظروا من المصائب الكثير طالما كانت المجاملات أساس كل القرارات، وطالما بقى «مجاهد» يتحكم فى شئون اللاعبين رغم أنها مع المسابقات أهم لجنتين داخل الاتحاد.