(التليفون يرن في بيت زهرة.. زهرة تجيب) زهرة: ألو عبد العال: ألو زهره: أيوه.. مين؟ عبدالعال: أنا الباشمهندس عبدالعال زهرة: آه أهلاً يا باشمهندس.. ثانية واحدة.. أندهلك بابا. عبدالعال: ثانية واحدة يا آنسة زهرة.. بصراحة كنت عايزة أتكلم معاكي انتي.. مش مع السيد الوالد. زهرة: معايا أنا.. خير؟! عبدالعال: هو صحيح أنا اتقدمتلك رسمي عشان زي ما بيقول ديننا: ادخلوا البيوت من أبوابها.. لكني ما عرفتش أتكلم معاكي على انفراد خالص.. ولا قدرت أعرفك بنفسي.. أنا في كلام كتير أوي عايز أقولهولك. زهرة (في صوت منخفض): زي إيه؟ عبدالعال: زي إني من ساعة ما شوفتك عند أختك مدام لميا وأنا أُعجبت بيكي.. واعتبرتك الإنسانة الوحيدة اللي هاقدر أكمل معاها حياتي ومش هاقدر أعيش من غيرها أبدًا.. ما شاء الله.. أدب.. أخلاق.. علم.. جمال.. الواحد هيكون عايز إيه أكتر من كده في الإنسانة اللي عايز يرتبط بيها.. صحيح أنا متدين وعندي لحية.. وممكن يكون مظهري جاف لكن المتدين دايمًا بيبقى جواه مشاعر كتيرة ما بتظهرش غير للإنسانة اللي هيرتبط بيها في حلال ربنا.. أنا من الذين ينطبق عليهم قول الشاعر حين تحدثه حبيبته فتقول: الحبيبة: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر.. أما للهوى أمر عليك ولا نهي فيجيب الشاعر: بلى أنا مشتاق وعندي لوعة.. لكن مثلي لا يذاع له سر أعمل لك إيه بس عشان ترضي.. شاوري بس وأنا طوع أمرك.. أحلامك أوامر.. أنا و كل ما أملك ملك يمينك.. ياما نفسي تقولي بس إيه يسعدك وأنا أعمله.. إيه يرضيك وأنا أسعى له.. أوعدك إني هاعمل كل اللي أقدر عليه وكل اللي تطلبيه عشان تبقي سعيدة معايا. زهرة (في خجل): طيب أنا هاندهلك بابا بقى يا أستاذ عبدالعال.. يا بابا.. بابا. عبدالعال: استني بس يا آنسة زهرة. (يأتي والد زهرة الحاج إسماعيل في الحال ويمسك بالسماعة.. وتقف زهرة محاولة الاستماع) إسماعيل: أيوه يا بني عبدالعال (في ضيق): أيوه يا خال إسماعيل: خال ميسن؟ عبدالعال: أيوه يا جدي.. يا أبو الأجداد إسماعيل: جدك مين؟ مالك يا بني؟ مش على بعضك ليه؟ (يضع الحاج إسماعيل السماعة على أذن زهرة) عبدالعال (يتنهد): أيوه يا عمي (في صوت خفيض ولكن يظهر في التليفون) والله الواحد ما بقى عارف خاله من عمه.. أيوه يا حفيد الفراعنة.. يا هكسوس الهكاسيس. (تضحك زهرة ولكن تكتم صوت ضحكتها ويبعدها الحاج إسماعيل على الفور عن السماعة). إسماعيل: بتقول حاجة يا بني. عبدالعال: أبدًا يا عمي.. الواحد متلخبط شويه بس.. مفيش أخبار عندك يا عمي؟ إسماعيل: والله الأخبار ما تسرّش أبدًا. عبدالعال: إيه.. ليه ليه ليه.....ليه بس في إيه؟ إسماعيل: هنعمل إيه بس؟ عبدالعال: هو أنا غلطت في حاجة يا عمي. إسماعيل: الغلط مش غلطك انت بس. عبدالعال: أومال إيه؟ إسماعيل: ده غلط الكل.. لازم كلنا نقف مع بعض بقى ونتحد عشان البلد دي ينصلح حالها. عبدالعال: يا عمي.. ياااااااااااا عمي.. (في سره) الله يخرب بيت البلد عاللي عايز يعرف أخبارها.. وقته ده!! (يعلو صوته) يا عمي أنا قصدي الأخبار الاجتماعية.. صفحة الارتباطات.. أريد حلاً.. قصدي أريد عروسًا.. ساعة لقلبك.. كده يعني.. يا ترى الآنسة زهرة وافقت؟ إسماعيل: لسه يا بني والله ما قالتش جواب نهائي.. مترددة شوية كده. عبدالعال: ليه بس التردد... ليييييييييييييه؟ ده أنا هابقى طوع إيدها في اللي تؤمر بيه.. طيب خليها تشاور كده بس تشاور بس ما تتكلمش وأنا أجيبلها كل اللي عايزاه لحد عندها. إسماعيل: يللا يا بني.. هنعمل إيه ؟!.. إدينا وقتنا يا بني.. بردو ده جواز. عبدالعال: آه.. طبعًا طبعًا.. على راحتكوا يا عمي.. انتو تؤمروا.. أنا هابقى أكلمكم تاني أعرف الأخبار.. مع السلامة.