أظهر إعلان فودافون الأخير، قدرة أحمد سبايدر الرهيبة على نقل الأحداث من الواقع إلى الخيال، وإقناع نفسه بتلك التخيلات. سبايدر له نظره مختلفه عن باقي البشر، فهو شخص خارق للطبيعة، لا ينظر للأحداث مثل باقي البشر، بل ينظر إليها نظرة المؤامرة!! أحمد سبايدر أثار الرأي العام في الآونة الأخيرة بتفسير إعلان فودافون حسب مخيلته، بل وصل خياله لاتهام شخصيه ليس لها وجود بالواقع - أبله فاهيتا - بأنها سبب التفجيرات التي تحدث فى مصر والتي ستحدث، حيث إنه فسر جمل وكلمات في الإعلان بأنه سيحدث تفجير مول كبير في مصر خلال الشهر الجاري، وفسر "زينة شجرة الكريسماس" بأنها قنابل ورموز لجماعات فوضوية. الغريب في الأمر ليس تفكير أحمد سبايدر فحسب، وإنما الغريب هو الاهتمام الإعلامي الضخم بتلك التخيلات التي لا يصدقها عاقل، فلماذا تهتم قنوات وإعلاميين بهذه التفاهات!.. بل والأغرب من الخيال هو أن تعقد مناظرة بين أحمد سبايدر وبين الشخصية "أبله فاهيتا" على الهواء، وليست على سبيل السخرية، وإنما مناظرة يعتبرها الإعلامي، ويعتبرها سبايدر كشف للحقائق والأسرار حول الإعلان! أثارت هذه السخافات سخرية بعض المواطنين، وأشعلت نظرية المؤامرة داخل نفوس البعض الآخر، لكن هل من الطبيعي ومن الواقعي أن يرد الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية على مثل هذه الاتهامات، ويرد بالتحقيق فيها؟! ألهذه الدرجة وصلت تفاهة الدوله واهتمامها بقضايا لا يصدقها عقل! ولكن المثير للنقاش، ما هي إجراءات الدولة إذا حدث تفجير مول كبير في مصر خلال الشهر الجاري؟ هل ستصل التفاهه إلى طلب إحضار وضبط "أبله فاهيتا"!.. أم التحقيق مع شركة الإعلان! بدلاً من الإهتمام بقضايا أهم - مثل العمليات الإرهابيه على البلاد ومثل الاستفتاء على مشروع الدستور ومتى يتم عمل انتخابات برلمانيه وانتخابات رئاسية - اصبحنا نهتم بقضايا تافهه "أبله فاهيتا وأحمد سبايدر". اذا استمرينا بهذا الشكل من التفكير والاهتمام بالمشكلات السخيفة، سيُحكَم على مجتمعنا بالفشل!