رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أنه حينما يتعلق الأمر بإيران فإن آمال واشنطن تتخطي ما هو على أرض الواقع، فبالنظر إلى موافقة إيران على تباطؤ برنامجها النووي والذي لم يتحقق حتى الأن في الواقع الفعلي، يرى كثير من الساسة والمحللين أن هناك توجها جديدا بين طهرانوواشنطن للعمل سويا من أجل المصلحة العامة في الشرق الأوسط. وذكرت المجلة الأمريكية، اليوم، أن تعاون الدولتين يدل على روح العصر الحالي، حيث ترى أن كلا من البلدين يواجهان عدوا واحدا وهو الحركات الدولية المكونة من الشباب المقاتلين السنيين الذين يظهرون دائما على الشاشات في شاحنات صغيرة وبحوزتهم بنادق كلاشنيكوف، ويرفعون الراية السوداء لتنظيم القاعدة على طول الخطوط المتصدعة في الصراعات الطائفية في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن. وأضافت "كومنتاري"، أنه ليس هناك شك في عدم سعادة طهران حول اشتراك المتطرفين السنيين في العراقوسوريا ولبنان في القتال بالوكالة وحتى تطاولهم بتفجير السفارة الإيرانية ببيروت، وهذا بعيد كل البعد عن الادعاءات التي تقول بأن واشنطنوطهران يشاركان نفس الهدف. وفى المقابل، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وجهة نظر مختلفة، حيث قالت : إن الهدف الأسمى لواشنطن في منتهى الوضوح ألا وهو الاستقرار قبل كل شيء حتى لو عارض كثير من الأمريكيين فكرة أن أفضل طريقة لتحقيق الاستقرار على المدى البعيد عن طريق تدعيم النظم الديكتاتورية أو الديمقراطيات الوليدة، وتساءلت عن أهداف طهران هل هو الاستقرار قبل كل شيء؟، ويأتي الجواب ب"لا"، بالنظر إلى دعم النظام الإيراني للجماعات المسلحة مثل "حزب الله" والتي تدعمها بالصواريخ طويلة المدى، والمعارضة البحرينية التي أرسلت إليها طهران سفينة محملة بالأسلحة واعترضتها السلطات البحرينية. ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن النظام الإيراني نظام ثوري وليس نمطي وهدفه هو الهيمنة الإقليمية وفرض سيطرته على المنطقة، والأمر الوحيد الذي قد يجعل كل من واشنطنوطهران يشاركان نفس الهدف وهو أن توافق الأولى على فرض إيران سيطرتها على المنطقة هو الشرط الذي يستحيل تحقيقه، فهل تريد الولاياتالمتحدة، قوات فيلق القدسالإيراني أن تكون هي المسيطرة على بغداد ودمشق وبيروت وكابول والبحرين والدوحة وأبوظبي وباقي العواصم بالمنطقة؟. ورأت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه من الممكن أن يتعاون الطرفان في مجابهة عدو مشترك، معتبرة أن ما حدث في عام 2001، حينما عملت طهران على تهريب الأسلحة إلى طالبان وهو ما رفضته واشنطن، يجعل من التعاون أمرا عابرا وليس منطقيا.