طهران: أكد مسئول خليجي مطلع أن الولاياتالمتحدة "نشرت بالفعل" بوارج حربية مزودة بمنظومات مضادة للصواريخ قبالة سواحل إيران، ومنظومات دفاعية في منطقة الخليج تحسباً لهجوم إيراني محتمل قد تشنه على المنطقة. وأضاف المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية : "إن هذه الأنظمة دفاعية بحتة ولا تربطها الدول الخليجية بأي توجه سياسي ضد أي دولة "، في إشارة إلى إيران". ولم يشر المسئول إلى الدول التي نشرت فيها الانظمة المضادة للصواريخ والموعد الذي نشرت فيه. يأتي هذا الكشف بالتزامن مع تأكيد اسفنديار رحيم مشائي مستشار الرئيس الإيراني انه سمع من الدوحة نفيا للمعلومات عن نشر الولاياتالمتحدة أنظمة مضادة للصواريخ في قطر تحسباً لأي نزاع مع إيران. وقال مشائي للصحفيين في الدوحة إن "رئيس مجلس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اعلمنا انه لا توجد أصلا اية درع صاروخية جديدة تمت اقامتها أو منصات صاروخية تم نصبها مؤخراً في هذه الدولة". وأضاف " رئيس الوزراء أكد أن قطر لن تسمح بمثل هذا العمل في هذه الدولة ، وأن ليس لديهم أي قلق تجاه البرنامج النووي الايراني ولا يشكون في سلمية هذا البرنامج". وأكد مشائي أن دول الخليج غير قلقة من رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران إلى 20% ، قائلا" نحن لم نقم ولن نقوم بجولة في دول المنطقة لكي نخفف من الذي يقال عن قلقها من رفع نسبة التخصيب لأن هذا القلق غير موجود أصلا لدى دول المنطقة". وكانت تصريحات منسوبة إلى مسئولين في البحرين أعربوا فيها عن تأييد بلادهم الخطة الأمريكية القاضية بنشر منظومة دفاع أمريكية باتجاه إيران وقال رئيس مجلس التنمية السياسية ومستشار ملك البحرين للشئون الإعلامية نبيل بن يعقوب الحمر "من حق دول الخليج حماية أراضيها بالطريقة التي تضمن لها الدفاع عن شعوبها وأراضيها من أي هجوم محتمل". وأضاف" لا أعتقد أن خطوة نشر أنظمة صواريخ دفاعية يمكن أن تعتبر موقفا عدائيا كما تصوره بعض الأطراف ، فالهدف الأساسي من وراء نشر هذه المنظومة "هو عملية دفاعية بحتة فنحن لن نضرب إيران بل هو حماية لدولنا ". ومن جانبه ، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة "وجود الاسطول الخامس في البحرين والتعاون مع الولاياتالمتحدة هو لحماية المنطقة ولضمان الاستقرار والامن" . وشدد على أن هذه "الاجراءات لا تصل إلى مستوى التسلح ولا تهدد دول الجوار" ، معربا عن أمله في أن تتفهم طهران أن هذا الاجراء يصب في اطار الحماية وليس الاعتداء معتبرا انه "اجراء لحماية مصالح العالم باسره". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ذكرت أن الإدارة الأمريكية بدأت في نشر بوارج حربية مزودة بمنظومات مضادة للصواريخ قبالة سواحل إيران، ومنظومات دفاعية في أربع دول عربية خليجية على الأقل ، تحسباً لهجوم إيراني محتمل قد تشنه على المنطقة. وأضافت: "واشنطن تنشر سفنا متخصصة قبالة السواحل الايرانية ، فضلا عن سفن حربية أعدت لاطلاق صواريخ متوسطة المدى لاعتراض الصواريخ الايرانية خاصة صاروخ "شهاب 3". ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية " حتى الآن وافقت أربع دول عربية على نشر بطاريات صواريخ ، وهي قطر والإمارات العربية، البحرين والكويت". وعن الأهداف من وراء نشر هذه المنظومة ، ذكرت الصحيفة "إظهار قوة الردع الأمريكية لايران وتحذيرها من أي محاولة للهجوم في المنطقة وبالذات مهاجمة اسرائيل، فضلا عن مساندة دول الخليج العربي وتخفيف أعباء محاولة هذه الدول التسلح وامتلاك الاسلحة النووية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الهدف الثالث يركز على إسرائيل، حيث تسعى الادارة الامريكية لمنع محاولات تل أبيب ضرب المفاعلات النووية الايرانية، ودعم اسرائيل من خلال الدفاع عنها في حال تدهور الاوضاع الامنية في منطقة الخليج.