كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن أن إدارة الرئيس باراك أوباما تقوم حاليا بتعجيل نشر منظومات دفاعية جديدة في منطقة الخليج تحسباً لهجوم إيراني محتمل، ونشرت سفنا حربية خاصة قبالة السواحل الإيرانية كما نصبت أنظمة مضادة للصواريخ في أربع دول عربية، علي الأقل، هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر عسكرية وسياسية أمريكية، أن تسريع نشر المنظومات الدفاعية يتزامن مع بلوغ سياسة إدارة أوباما تجاه الجمهورية الإسلامية نقطة تحول حاسمة، وبعد فشل المساعي الدبلوماسية في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي تعمل واشنطن حالياً علي حشد تأييد دولي لفرض عقوبات جديدة علي الحرس الثوري الإيراني، الذي يقول الغرب إنه يسيطر علي برنامج نووي سري. وجاءت تقارير نشر الولاياتالمتحدة لمنظومة الصواريخ الدفاعي، والتي تطرق إليها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال ديفيد بتريوس، في تصريح علني نادر، فيما يبدو كجزء من إستراتيجية أمريكية منسقة لتصعيد الضغوط ضد طهران، وكذلك تهدف الخطوة جزئياً إلي تبديد الانطباع بأن إيران أضحت أقوي قوة عسكرية في الشرق الأوسط، ولتفادي أي تصعيد إيراني مع الغرب حال فرض عقوبات جديدة عليها. وبالإضافة إلي ذلك، تسعي الإدارة الأمريكية إلي الإظهار لإسرائيل أنه ليست هناك حاجة عاجلة لتوجيه ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ومنشآت الصواريخ، وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر من الإدارة الأمريكية تحدثت للصحيفة شريطة عدم كشف هويتها. وعلي الجانب العسكري، نقلت الصحيفة عن مسئولين عسكريين قولهم إن الدول الخليجية التي قبلت بنصب الأنظمة الدفاعية هي قطر والكويت والإمارات والبحرين. وكان بتريوس قد تحدث علانية عن نشر المنظومة الدفاعية خلال مؤتمر في «معهد دراسة الحرب» في 22 يناير قائلاً «دول الواجهة في الجانب الآخر من الخليج تنظر إلي إيران باعتبارها تهديداً خطيراً للغاية». ولفت أحد المصادر العسكرية، حسبما أورد التقرير، إلي أن بتريوس بدأ يتحدث علانية عن الحشد العسكري ونشر صواريخ بتريوت قبيل قرابة شهر مع اتضاح اصطدام الجهود الدبلوماسية بعقبات لفرض عقوبات علي إيران. ويأتي التقرير بعد دعوة رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني، الدول العربية في منطقة الخليج، والتي تضم قواعد للقوات الأمريكية، إلي عدم السماح باستخدام أراضيها لضرب الجمهورية الإسلامية، محذراً في الوقت نفسه من تحويل إسرائيل إلي «أرض محروقة»، في حال إذا ما أقدمت علي مهاجمة طهران. وشدد لاريجاني، في تصريحات له بالعاصمة الكويتية، الأربعاء، علي أنه «يجب أن تعلم دول المنطقة، التي قدمت قواعد عسكرية لأمريكا، أن هذه القواعد يجب ألا تستخدم ضد إيران، وألا تكون المنطقة محطة للاعتداء علي إيران»، وأكد في هذا الصدد: «لا نود أن نلحق الأذي بأي من دول المجلس»، في إشارة إلي دول مجلس التعاون الخليجي. وجاءت دعوة لاريجاني إثر تهديد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد أحمد وحيدي، إلي أن الأساطيل البحرية الغربية في مياه الخليج ستكون «أفضل أهداف» الجيش الإيراني في حالة تعرض بلاده للهجوم.