مجلة أمريكية: العراق فقدت فرصتها في دثر "القاعدة" تحت رمال صحرائها

ذكرت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أن المشهد في الفلوجة يعيد إلى الأذهان نفس سيناريو عام 2004، حيث ترى مقاتلي تنظيم"القاعدة" الآن يجوبون شوارع الفلوجة معلنين إقامة الإمارة الإسلامية ومن الجانب الأخر تحتشد مرة أخرى القوات العسكرية لخوض معركة دامية لتحرير المدينة، ولكن تظهر الآن النسخة المعدلة من السيناريو في أن القوات المستخدمة عراقية الجنسية وليست أمريكية.
وأشارت المجلة الأمريكية، اليوم، إلى أنه أصبح من السهولة بمكان تخيل القوات العراقية يتسامرون ويتساءلون ما الهدف من تأديتهم الخدمة الوطنية والتضحية لو عاد تنظيم "القاعدة"، كما كان بنفس القوة في الماضي أو ربما أكثر قوة بالنظر إلى امتداد مخالبه إلى سوريا حتى الأن، وهو نفس السؤال الذي كان يتساءله أي جندي في القوات الفيتنامية لنفسه أثناء الحرب ضد أمريكا فليس من السعادة القتال من أجل قضية خاسرة ولكن لا يعني هذا أن خدمة هؤلاء الجنود كانت عبثا.
وقالت "كومنتاري": إن هؤلاء المقاتلين قد استمدوا رضاهم من التزامهم وشعورهم بالبطولة ومن النتائج التكتيكية التي حققوها ومن الخلفية، أنهم يقومون بالقتال لأجل قضية جيدة ولم يكن خطأهم أن المكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس بددها الساسة من بغداد وواشنطن.
ولم تكن هناك معلومات محتومة حول عودة تنظيم "القاعدة" من عدمه في العراق فلو كانت الولايات المتحدة قد أبقت قواتها في العراق بعد 2011، ولو كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، انتهج سياسات تولي بعض اهتماماتها تجاه التيار السني لما قام لتنظيم "القاعدة" قائمة أخرى، ولكن لسوء الحظ بدأت قوات تنظيم القاعدة في العودة مرة أخرى إلى المشهد وبشكل أقوي من ذي قبل وتوجب مقاتلتها مرة أخرى ومن المتوقع أن تكون المعارك التي سيخوضها الجيش العراقي في الأنبار أكثر دموية من التي خاضتها القوات الأمريكية في نفس المدينة في بداية الغزو الأمريكي على العراق.
واختتمت المجلة الأمريكية قائلة: إنه من العار والمأساة أن لا يحترم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التضحيات التي قدمها الجنود من الجانبين في الماضي وكان عليهم بذل المزيد من الجهد للبناء على النجاح الذي توقفت عليه القوات. ولم يكن أبدا خطأ هذه القوات الذين قاتلوا بضراوة لإعطاء العراق فرصة والتي تبددت الأن من أجل مستقبل أفضل.