منذ ثورة 25 يناير، والمبررات هي حال الوطن، بداية من مبرر حكم المجلس العسكري بعد سقوط نظام مبارك، وادعاء أنه للحفاظ على الأمن واستقرار الوطن، ولتسليم السلطة للرئيس الشرعي المنتخب بإرادة شعبية، وفي تلك الفترة بدأت المبررات تزداد وتزداد، إلى أن أصبح الحديث عن السياسة ماهو إلا مجرد مبررات. فالإخوان، رغم وعدهم بعدم خوض الانتخابات البرلمانية إلا على 40% من المقاعد ترشحوا على 100%، بحجة حجب الفرصة عن فلول النظام السابق، وانتخبهم الشعب بمبرر أنهم أهل تقوى ودين، والوطن الآن بحاجه إلى الإصلاح الديني ولم يحصلوا على فرصتهم في القيادة. وتوالت المبررات.. الإخوان، وعدوا بألا يترشحوا للانتخابات الرئاسية، إذ نجدهم يدخلون السباق الرئاسي بمشروعهم اللانهضوي، بمبرر وجود الفريق أحمد شفيق والراحل عمر سليمان، ومرة أخرى الشعب يعطيهم الفرصة، بمبرر أنهم شركاء في المعاناة وزملاء فء العمل الثورء ضد نظام المخلوع، والإخوان في السلطة ماذا فعلوا؟!. إنها المجموعة صفر تطل على الشعب، صفر سياسي، صفر اقتصادي، صفر اجتماعي، صفر أخلاقي، صفر ديني، صفر تعليمي، صفر ثقافي، وصفر أمني.. ومبرر الإخوان، أن الفلول والفاسدون يعبثون بمقدراتنا!. نفذت مبررات الشعب تجاه الإخوان، وأصبح مجرد الدفاع عن نظام مرسي هو استفزاز للجماهير، هذا بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبها الإخوان على مدار عام كامل، ومقتل أبنائنا وإخواننا المجندين، واستهداف العناصر العسكرية والشرطية، إلى أن طفح الكيل وتمرد الشعب، لكن حتى التمرد كان بمبرر، وهو أن "مرسي" لم يحقق مطالب الثورة، ولو أنني كنت أفضل الابتعاد عن كلام الساسة والمثقفين، وعدم التحدث عن مطالب ثورية أو ما شابه من المصطلحات التي يجهلها قطاع كبير من الشعب.. كنت اتمنى أن يعلن الشعب تمرده، لأن محمد مرسي فاشل ومجرم في حق الوطن والمواطنون. إلى أن وصلنا للموجة الثانية من ثورة 25 يناير، المتمثلة في 30 يونيو، واتخذ الجيش موقفه، والشعب موقفه، والداخلية موقفها، وظل الإخوان واتباعهم من نفس التيار منفردين، فمنهم من قفز من المركب قبل الغرق، ومنهم من هرب إلى قطر.. وصولًا إلى يوم تفويض الفريق عبدالفتاح السيسي، لمحاربة العنف والإرهاب المحتمل، وأصبح من يفوض الفريق السيسي يبرر ذلك بدعم موقف الجيش أمام القوى الغربية، ومن لا يفوضه يقول أنها محاولة لإهداء دم الإخوان وأنها جريمة، والآن نصل إلى الجزء الأهم، وهو فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، وتضارب الأقوال بين عدد القتلى واستقالة الدكتور البرادعي، بمبرر أنه لا يحبذ الحل الأمني، والإخوان يرفعون رايات العصيان ويتخذون من العنف والشغب رداءً، ومن خلفهم تدعمهم الجماعات التكفيرية والجهادية والعناصر المسلحة الإرهابية، ويسألون عن التعاطف؟!، وأن ما تم فعله ب"رابعة" و"النهضة" مجزرة، ولا بد من تعاطف الشعب معهم من أجل ما يسمى بحقوق الإنسان! وماذا فعل الإخوان لحقوق الإنسان؟. المبرر الأكبر، يكمن في الشباب غير المنتمين للجماعة، ولكنهم يدعمونهم ويقفون معهم، بمبرر أنهم ضد حكم العسكر.. والجانب الآخر، لا يقف مع الإخوان ويدعم الجيش في الحرب على الإرهاب.. وبعيدًا عن المبررات وبتحكيم العقل، نجد أنه، كيف أضع نفسى مع الإخوان بجرائمهم والإرهابيين بجرائمهم في خندق واحد، لمجرد اختلافي مع قيادات المجلس العسكري؟. أي عقل وأي مبرر يسمح بهذا؟، إلى هذه الدرجة أصبحت المبررات أسلوب حياة عند بعض الناس؟ هل يعقل أن انتحر حتى أجعل عدوي يتهم بقتلي! شىء غير منطقي ومبررات لا قيمه لها.. ويخرج علينا قيادات المنظمات الحقوقية، ويتشدقون بالخطب يومًا تلو الآخر!.. يا سيادة الحقوقي هل أطعم جوعى خطب؟، هل أكسي عريان خطب؟، هل أربي أولادي بالخطب؟، هل أعيش بمأمن بالخطب؟.. أيها الجهلاء في زمني، كفاكم عبثًا بالوطن، وكفاكم بالشعب استخفافًا.