فجأة وبدون مقدمات وجدت ابني الصغير ينبهني إلى أننى طوال الوقت بتكشيرة كبيرة، والابتسامة لا تعرف طريقها أبدًا لملامحي، حتى ظن أن تلك التكشيرة تصاحبني وأنا أغط فى النوم أيضا، ضحكت من ملاحظته العابرة وبدأت فى تفرس ملامحي أمام مرآة صغيرة كي لا أشاهدني ببروفايل كامل. فعلا الواد كان عنده حق، فأنا عابسة ومكشرة طوال الوقت، وصارت ملامحي شبه غاضبة، فالوقت قصير وأمامي جبل من المهام يجب الانتهاء منه كل يوم، الآن عرفت لماذا لا أحاول أن أفرح مثلا بشروق الشمس رغم أنه وقت استيقاظ الحياة، لكن بالنسبة لي مهمة عمل شاق جديدة وبأعباء جديدة أيضًا. حاولت الابتسام قليلا (فالنبي تبسم)، حاولت ودربت نفسي على رسم ابتسامة على وجهى أقابل بها اليوم الجديد، وأفرح لأنني مازلت قادرة على الوقوف صامدة كامرأة عاملة معظم ساعات اليوم.